-
-
دَعَوْتُكَ. خَلِّصْنِي، فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِكَ. (المزامير 146:119)
يدعو الملايينُ من الناس في العالم الربَّ لكنَّهم لا ينالون الاستجابة منه. لماذا؟ هل الله محبَّة حقاً؟ وهل يمكننا الوثوق به؟ فبالرَّغم من أنَّهم لا يعلمون طريقة الوصول إليه، إلَّا أنَّهم يحاولون الاقتراب بأنقى النَّوايا لكنَّه لا يتم الإصغاء إليهم. لكنَّنا عندما نتعلَّم الطريقة الصحيحة للصلاة والبقاء بالقرب من العليِّ حينئذٍ سيتغيَّر كلُّ شيء ونحصل على الحلِّ.
يقولُ الذين يعرفون الإنجيل إنَّه ليس من المتعمّد أنَّ الله لا يستجيب لطلب الشخص الذي لا يعرف الحقِّ. وكما ينصُّ الكتاب المقدَّس أنَّه يستحيل على الإنسان البقاء باتصال مع الآب ما لم يكون متصالحاً مع يسوع "الكلمة"؛ الجسر الذي يقود إلى الله (يوحنا 6:14). وهذه واحدة من الأسباب التي تدعو للكرازة بالإنجيل، وبخلافِ ذلك سنتحمَّل مسؤولية الهالكين أو الذين يعانون من الخسائر.
تُظهر الطريقة التي كتب بها صاحبُ المزمور أنَّه كان في شركةٍ مع الله ولذلك دعاهُ، بالإضافة إلى إظهار المعرفة لكيفيَّة الوصول إلى الربِّ. فقد قال المسيح: وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. (يوحنا 23:4) وهكذا سيمكثُ في محضر الله جميعُ الذين يسجدون له. لكنْ سيعاني كلُّ الذين يطلبونه فقط في الشدائد.
أرادَ كاتبُ هذا المزمور الخلاص. فبالرَّغم من كونه مُخصَّصاً لله فلن تُحلُّ مشكلاته إنْ لم يحصل على هذه البركة، ومن ثمَّ سيدخل إلى ملكوت العلي. فإذا لم تكُن واثقاً حتى الآن بذهابك إلى السَّماء، فأنت لست في حالة لمواجهة التَّجارب، ناهيكَ عن إطاعة مشيئة القدير. والآن، كيف ستتكلَّم عنه ما لم تعرفه؟
علمَ المرنّم أنَّ حفظ شهادات الله شرطٌ أساسيٌّ للسير معه، وللحصول على هذه الإمكانيَّة كان لا بدَّ أن ينال الخلاص. وعكسُ ذلك لن يفهم قلبه أُسس ودوافع الوصايا الثمينة والإيجابيَّة. حيث إنَّك لن تفعل شيئاً ما لم تحيا بالخلاص والفهم الذي يعني أنْ تكون جزءاً من القدير في هذا العالم.
اسعَ لملاحظة شهادات الربِّ والآيات التي يجعلها تجذب انتباهك. كما أنَّ كلَّ ما يُريك الآب هو مشيئته لحياتك. فادعوه من كلِّ قلبك (مزمور 18:145) وستفهم كم من الجيِّد اتِّباع وإتمام الخطَّة التي صُمِّمت لك خصّيصاً. يبحث اللهُ عن الذين قلبهم حسبَ قلبه وسيكون إلى جوارهم.
امنحْ الربَّ السيادة على حياتك وقراراتك ولا تسلك طريقك الخاص بل اتبع الذين يدرسون الكتاب المقدَّس ويسلكون وفقاً له، فكلُّ الذين يقودهم الروح القدس يُدعونَ أبناء وبنات الله ولن يتمَّ التخلّي عنهم أو إهمالهم أبداً. حيثُ سيجعلك السيرُ بحسب إرشاد القدير شخصاً مميَّزاً للغاية ولا يخزى (رومية 11:10).
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز