-
-
أَدْخَلْتَنَا إِلَى الشَّبَكَةِ. جَعَلْتَ ضَغْطًا عَلَى مُتُونِنَا. (مزمور11:66)
يقودنا الله إلى البرّية ليختبرَ إيماننا كما حدث مع يسوع بعد معموديته في نهرِ الأردنّ، لنظهر ما أتينا لنفعله من أجل ملكوته (لوقا 4: 1). لقد جُرِّب المخلِّصُ واختبر استعدادًا لما سيواجهه أثناء مهمَّته اليومية. وعلى نفس المنوال، يجب أن نكون مستعدين لتنفيذ الإرادة الإلهيّة. قد تطول مهمّتنا أو تقصر، حسبَ نجاحنا في مواجهة التّجارب.
يقولُ ناظمُ المزمور أنَّ الله سمحَ لبني إسرائيل بالوقوع في الفخّ. يحدث ذاتَ الشَّيء لنا، لكنَّ التّجربة لا تجعلنا خطاة. فالسيّد قد تجرّب في كلّ شيء كما يقول الكتابُ المقدّس، لكنّه لم يعترف بخطيّةٍ واحدة (عبرانيين 4: 15). إذا كنت تتعرّض لتجارب قويّة من جميع الجهات، فافرح واحتفظ بالإيمان، لأنّك تُظهر حبَّك للعليّ عندما تجتاز التّجارب بنجاحٍ.
إنَّ فخ الصَّياد لا يستطيع أن يقيِّد الذين نقلهم يسوع إلى الحرّية (مزمور 124: 7). في بعض الحالات، يقترب الشَّخصُ كثيرًا من الهاوية، ولكن إذا كان من الله حقًا، فسوف يظلُّ في حضرته. أخبر الآبَ عن ظروفك واطلب مساعدته؛ ففي النّهاية، أولئك الذين يطلبون معونته سوف ينالونها (متى 21: 22). ليس لدى الشَّيطان القدرة على خلق فخّ يجرفنا بعيدًا عن يدي الربّ.
إنَّ المِحنة التي يسمح الله لنا بمواجهتها هي لتنقيتنا، وإعدادنا لمهامٍ مستقبليّة. إذا جعلتك التجربة يائسًا، وبِّخها وارفضها، وأبعِدها. وهكذا لن يدمّرك الشَّيطان. تحقق ممّا في قلبك وكيف ترى تجاربَ العدوّ. تذكر: أثناء المِحن يطهرنا الله كما يفعل بالفضَّة (زكريا 13: 9)
غالبًا ما تكونُ الأعباء الملقاة علينا ثقيلة عندما يختبرنا العليُّ. إنّ التّجربة تضايقنا وكأنَّ لا سبيل للنَّجاة منها، ومن الصَّعب تحمّلها. لكن لا تدع الشَّيطان يضع كلماته في فمك. إذا كانت الرّغبة في الاستسلام قوية، فلا تقبل هذا، بل اعترف أنّ هناك طريقًا للنّجاة لأنّ الله أعظم من كلِّ شيءٍ.
قال الإسرائيليون في أوقاتٍ مختلفة كأنّ أناساً ركبوا على متونهم. ولكنّهم أدركوا بعد التجربة أنَّ الله قد حرسَهم. لقد جلبَ لهم النَّصر بشكلٍ لم يتوقعوا حدوثه. مهما كانت الطريقة التي يختبرك بها الربّ؛ لأنّه محبّة، فلن يسمح للشَّر أن يهزمك أبدًا. هناك دائمًا مخرجٌ مع كلِّ تجربة (1كورنثوس 10: 13). سيكونُ مستقبل الشَّخص الذي تعلّم الكلمة دائمًا أفضل بكثيرٍ من إعدادهِ.
حتى لو مررتَ بالنَّار فلن تحترق كما وعدَ الله، وهذا ما حدث مع الفتية العبرانيين الثلاثة في أتون نبوخذ نصّر، حيث ارتفعت درجة حرارته سبع مرّات أكثر من المعتاد (تثنية 3: 26). وإذا مررتَ بالمياه فلن تغمرك (إشعياء 43: 2)، في النهاية ستتمتع بالوفرة السَّماوية. لذا افرح وامتدح اسم الربّ القدُّوس، لأنّه سيمنحك النّصر وستمجّده.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز