-
-
بَارِكُوا إِلهَنَا يَا أَيُّهَا الشُّعُوبُ، وَسَمِّعُوا صَوْتَ تَسْبِيحِهِ. (مزمور8:66)
قد يضحكُ البعضُ من عنوان هذه الرِّسالة، لكنَّ الحقيقة هي أن تلقي البركات أمرٌ رائعٌ. يقولُ كثيرون إنّهم لا يعتمدون على المَصدر الذي يبارك شعبَ الله – يسوع – لأنهم يريدون الخلاص من شَّر ضئيلٍ أو الحصول على نصرٍ واحد. في كثير من الأحيان، يبذلُ الشَّيطانُ جهدًا هائلاً ضدّ طبيعته الخبيثة، فيخدع النّاسَ بشيءٍ يبدو أنه "جيّد" ولكنَّ الفاتورة التي ستُدفع، ستكونُ في شكلِ سكاكينِ جيبٍ صدِئة.
يجب علينا أن نباركَ الخالق وفقًا لهذه الآية. من الواضح أنَّ كثيرين يفعلون ذلك من أفواههم، وهذا لا يُجدي نفعًا. لهذا قالَ يسوعُ أنَّ الآبَ طالبٌ الذين يعبدونه بالرُّوح والحقّ (يوحنا 4: 23). كيف يمكن لأحدٍ أن يقول للربّ إنه صالحٌ، إذا لم تُحلّ مشاكله؟ كم من النَّاس يقضون ساعاتٍ "يمدحون ويرفعون" العليمَ بكلّ الكلماتِ التي لم يختبروها قط؟ الرَّحمة!
إنَّ المدحَ هو تعظيم الذي أحسنَ إلينا بمساعدتنا أو حمايتنا من كلّ شرٍّ. فماذا نظنُّ في شخصٍ يقول إننا أعظم من غيرنا ونستطيع أن نفعل أيّ شيء، ويشكر الله على ما فعلناه من أجله، إذا كنّا نلتقي به الآن لأوّل مرة؟ لا شكَّ أننا سنعتقد أنَّ هذا الشَّخص ليس في حسٍّ سليمٍ، أو لديه دوافع ومصالح خفيّة وراء مدحه، أليس كذلك؟
إنّ الربَّ لا يقبل المجدَ من النّاس (يوحنا 5: 41)، ولا يتأثر بأيّ زيفٍ ولا يقبل المدح غير المستحقَّ. ومن الأهمية بمكانٍ أن نسمع كلمته، فبمجرَّد أن تستنير، تصبح لديك الإمكانية لتحرير نفسك ممَّا يزعجك ودعوة الأشياء التي لم توجد بعد إلى الوجود (رومية 4: 17). وهكذا سيُقبل مديحك.
بعد أن تنالَ البركة، تصبح في حالة تسمح للربّ بسماع مديحك. إضافة إلى ذلك، عندما تروي أعماله في حياتك، فإنَّ الكلمات التي تنطق بها تكونُ مليئة بالقوّة، حيث يقبلها العليُّ بالكامل. وإلّا سوف تكون مضيعة للوقت، ولن يقبلها. لذلك، كُنْ يقظًا عند قراءة الكتاب المقدَّس، أو سماعه أثناءَ الوعظ. لا تضيّع الوقت: أي شيء يظهره لك القدير، امتلكه على الفور.
تصبح الكلمة حيّة لك بعد نوالِ الرُّوح القدس، عندئذٍ صلِّ إلى الآب، شاكراً لأجلِ ما تمّ الكشفُ عنه. وهكذا سينبتُ الإيمان وينمو في قلبك، ومن خلال المطالبة والتمسُّك به، ستأمر الشَّر بالرَّحيل، معلِنًا أنَّ الوعدَ أصبح ملكاً لك الآن. هذه هي الطريقة الوحيدة الآمنة والمؤكدة. استخدمها وكُنْ واثقًا.
لقد واجه داودُ العملاق استجابةً للّمسة الإلهيّة في كيانه الدّاخلي، ولهذا أعلِنَ أنه رجلٌ بحسبِ قلب الله. يشعر كثيرون أنَّ الآبَ السَّماوي قد لمسَهم، ولكن سرعان ما يسمحون للشكّ بالدُّخول إلى نفوسهم ويطلبون علاماتٍ تؤكِّد ما إذا كانت التعليمات أو التوجيهات آتية حقاً من الله. نعرفُ متى يكون الربُّ أو الشَّيطان هو الذي يتحدّث. من المؤكد أنَّ العليَّ يذكرنا دائماً بإحدى آياته المتعلقة بتعليماتهِ حتى لا يكون لدينا أيُّ شكٍّ.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز