قوة الإيمان

تحملُ هذه الآية ثلاثَ حقائق. الأولى تتحدّث إلينا عن قوّة إلهنا الذي يحكم إلى الأبد. سلطانُ محبّتهِ لن ينتهي أبداً. الخطيئة تخدع الإنسان الذي يستسلم لها، فيعيش في عزلةٍ وانحلالٍ. وفي نهاية أيامه، عندما لا يعود قادرًا على الحركة، سيرى أنَّه اتَّخذ الخَيار الأسوأ. أما المخلّصون فسيعيشون مع الربّ إلى الأبد.

لم تتدخل الخطيئة على الإطلاق في سلطان الله. لكنّ الإنسان انفصل عن الخالق بسبب جنون آدم، مضطهَدًا من قبل الشَّيطان ليلًا ونهارًا. لكنَّ الربَّ لم يتركنا تحتَ قيادة العدوّ مطلقاً، ومنعه من إبادتنا. لقد تمَّ خلاصُنا بموت يسوع على الصَّليب.

يحكمُ القديرُ بقوَّته، وهي نفس القوَّة التي قال يسوع أننا سننالها عندما حلَّ علينا الرُّوح القدس (أعمال 1: 8). يجب أن تسودَ أنتَ تمامًا على كيانك بعد أن قبلتَ المسيحَ ربًّا ومخلِّصًا واعتمدتَ بالرُّوح القدس– النَّفس والجسَد والرُّوح. لهذا يجب أن تطرد الأفكار القذرة والشِّريرة من عقلك، ويجب أن تزيل المرض والسَّقم والألم من جسدك وكذلك أيّ أعمال أخرى للشَّيطان في روحِكَ.

الحقيقة الثانية هي: أن عيني العليّ على كلِّ الأمم (أمثال 15: 3). يرى الله ما يحدث في حياتك في كلِّ لحظة، ولأنه كلّي العلم، فهو لا يراقب فقط بل لديه أيضًا الإجابات والحلول لك لتكون بركة لنفسك وللآخرين. لذا ابق ثابتًا أمام كلِّ التجارب ولا تدع الشَّيطان يغزو أو يستخدم أراضيك. كُنْ مسكنًا لله (أفسس 2: 22)

الشَّياطين والأرواح الشِّريرة هي ملائكة لم تحافظ على حالتها الأصليَّة وبالتالي سقطت (يهوذا 1: 6). لقد أصبحوا كائنات شرّيرة وحشيّة ترسل الأمراضَ والشُّرور الأخرى إلى الناس. ولكن لم يعُد بإمكانهم استعباد أي شخص، لأنّ يسوعَ نزل إلى الجَحيم (أفسس 4: 9) وجرَّد إبليسَ من قوَّته التي سرقها من الإنسان. الآن، يجب أن نملك من خلال مخلِّصنا. كيف يبدو هذا لك؟

الوحيُ الثالث هو: لا تسمح للمتمرّدين أن يتعالوا في أيّ جزءٍ من حياتك أو كيانك. احرس نفسك وجسدك وروحك للآب السَّماوي. حرِّر نفسك من الرَّغبات غير اللائقة أو النَّجسة والرذائل والأفكار الشّريرة الأخرى. لا تسمَح لأيِّ غطرسة أو كبرياء أو أشياء تتعارض مع الفضائل أن تُزرع في روحك أو تتحوَّل إلى عاداتٍ سيئة. فقط الربُّ القدُّوس الطاهر المحبّ يجب أن يملك في كيانك. ماذا ستقرّر بشأنِ حياتك؟

ارفع الربَّ. فهو وحده من يملك هذا الحقّ، لأنّه إلهك. وهكذا ستكون المنزل الرسمي للآب والابن. استيقظ! لقد قدَّمَ يسوع نفسه على صليبِ الجُلجثة ليخلِّصك ويحرِّرك من نير العدوّ. كلُّ ما عليك فعله هو قبوله واحتضانه كربٍّ ومخلِّصٍ لك ولا تمنح المتمرّدين أيّ فرصةٍ.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز