-
-
رَنِّمُوا بِمَجْدِ اسْمِهِ. اجْعَلُوا تَسْبِيحَهُ مُمَجَّدًا (مزمور2:66)
هناك وحيان في هذه الآية سيجلبان لنا النُّور ويساعداننا على تلقي البركات. الأوَّل هو أن نرنّم لمجدِ اسم يسوع، وهذا لا نستطيع أن نفعله إلّا بمساعدةٍ إلهيّة. لهذا يجب أن نكون في شركةٍ مع العليّ لنستقبل التوجيهات من السَّماء. لا يمكننا أن نخوض معركة، أو نذهب إلى معركة أخرى للردّ على هجمات الشَّيطان، لأنَّ كلَّ ما يجب أن نستخدمه يجب أن يأتي من الربّ.
يجب أن نكونَ مثل داود أمام العملاق جليات في مواجهة التحدِّيات المُذهلة عندما تكون احتمالات فوزنا ضئيلة، لم يسمح للخوف بالدُّخول إلى قلبه، بل طرحَ عارَ شعبه، واثقاً أنّ الربَّ سيستخدمه. لا يمكن لأيِّ سلاح يصنعه الشَّيطان أن ينجح ضدَّ الذين يثقون في الله ويغنّوا لمجدِ اسمه حتى في مواجهة المُستحيل. هذا هو السّر.
أطِع أوامر العليّ عندما تسمع تعليمه عن كيفيّة الصَّلاة له، وبِّخ الشَّر ثم اذهبْ للمعركة. لن تنجح إذا عصيتَ التوجيه الإلهي. تذكر أنَّ أسلحة محاربتنا ليست جسديّة، بل بالله قادرة على هدم حصون (2كورنثوس 10: 4). يمكننا التقدّم في المعركة، مستخدمين الوسائل المتاحة لنا منه. لا تستمِع إلى العدوّ أبدًا، لأنّه كذّاب (يوحنا 8: 44).
إنَّ جلالَ اسم الربّ له عظمة تفوق كلَّ معركة ضدّنا. لن ينجحَ العدوُّ بأي مقياسٍ ضدَّ قوَّة القدير. لذلك عندما تشعر أنه يتعيّن عليك إطلاقُ كلمتك، باستخدام هذا الاسم، لا تتراجع ولا تتردّد للحظة واحدة ظانّاً أنك ستفشل. كما أعطانا القدير اسمه، فقد جهَّزنا وألبَسنا أفضل سلاح ممكن، والذي لا يمكن لأيّ قوة شرّيرة أن تدمره أبدًا.
الإعلانُ الثاني في هذه الآية هو: يجب أن نعطي المجدَ لتسبيحِه. لذا انتبه: كلُّ ما سنغنِّيه لله يجب أن يأتي منه. لهذا آمنَ الملكُ داود وخاض المعارك دون أن يُجرَح أو يُهزم. يجب أن تتعلّم من القدير كيف تمجِّده. إذا تعلَّمتَ من الإنسان أو بمفردك فلن تنجحَ أبدًا في اتباعه بالشَّكل الصَّحيح.
علينا أن نستمدَّ المعرفة مباشرة من الله، ونطلب وجهَه، ونكشف نقاط ضعفنا ونثق في حقيقة أنَّ كلَّ كلمة آتية من الآب مليئة بالقوَّة. بعد أن تسمع وتصغي إلى التعليمات الإلهية، كُنْ شاكرًا وانطلق لتحقيق نصرك بيقين تامٍ أنك ستعود ظافراً. لا شكَّ أنَّ الذين يؤمنون لن يخجلوا أبدًا. السَّيرُ مع الربّ أمرٌ رائع حقًا.
الآن توجّه إلى كلِّ ما يقيِّدك أو يحدّك، أو يجعلك تعاني أو يبدو وكأنه انتصارٌ للعدوّ ووبّخه. ثِقْ فورًا أنَّ العملَ قد تمّ. أحياناً تأتي التوجيهات والتعليمات لحلِّ مشاكلك دفعة واحدة؛ ولكن هناك أوقاتٌ يتعيَّن عليك فيها القيام بعدَّة خطواتٍ، لأنَّ هناك خطايا غير معترفٍ بها، لذا يجب التعامل معها، أو عاداتٍ يجب التخلّص منها حتى يعمل الربّ في حياتك. ولكنّ الحقيقة هي أنه لن يترك طلباتِ صلواتك دون استجابةٍ!
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز