رسالة اليوم

15/10/2025 - خطأ الخوفِ من العدوِّ

-

-

 

وَيَنْدَفِقُ إِلَى يَهُوذَا. يَفِيضُ وَيَعْبُرُ. يَبْلُغُ الْعُنُقَ. وَيَكُونُ بَسْطُ جَنَاحَيْهِ مِلْءَ عَرْضِ بِلاَدِكَ يَا عِمَّانُوئِيلُ» (اشعياء8:8)


لقد رحَّبتْ مملكة السَّامرة، الملوَّثة بالوثنيّة وممارسة السِّحر السَّائد في أرض الموعد، بقرار فقَح ملكها بالانضمام إلى رصين ملك أرام (إشعياء 7: 1). ولأنَّهم لم يلتزموا بالكلمة، فقد تأثر الناسُ بتباهي وتفاخر الملك الآشوري. وتمَّ التحالف للاستيلاء على يهوذا وتقسيم أراضيها. سمِعَ القديرُ هذا، لكنَّ آحاز ملك يهوذا، الذي انحرفَ عن طرق الله، رفضَ العرض الإلهي وطلبَ المساعدة من ملوك أشور (2 أخبار الأيام 28: 16).

هناك أمانٌ ورخاءٌ وسلامٌ مع الربّ. ولكن عندما يدير المرءُ ظهره له، فمن المؤكد أنَّ أسوأ جنونٍ سيحدث في حياتهِ. لماذا تستبدل ينابيع المياه الحيّة بآبار مشققة لا تضبطُ ماءً (إرميا 2: 13)؟ لماذا تحوّل سيادة حياتك إلى العدوّ؟ فمن الأفضل حقًا أن ننحني أمام المحبّ القدير الذي قطع لنا وعوداً كثيرة. لقد حان الوقت للتفكير والتأمل! انظر ماذا تسبّب لك مواقفك. الله غفورٌ (مزمور 86: 5)

لقد تمّ توقيع المرسوم مسبقاً. لن تدمِّر آشور سوريا فقط، العدوّ الدائم لشعب الربّ، بل وأيضًا مملكة الشّمال. ما هو الثّمن الذي دفعه لقرار سيِّئ! من الذي جعلَ أحفاد يعقوب يتّجهون إلى الأصنام بحثًا عن الخير، إذا كان الشّر فقط؟ تحدثُ حقائق مماثلة في أيامنا. هناك أبناءٌ لله يقومون بممارساتٍ بغيضةٍ، بإذن من الآباء الذين عرفوا الربّ. لكنّهم سيدفعون الثّمن.

سمحَ العليُّ لآشور بالتقدم على مملكة أرام والسَّامرة. ورغمَ ذلك، حذّر من أنّ يهوذا ستعاني أيضًا لإهمالها مياه شيلوه التي تجري بهدوء، التي لديها القدرة على الحفاظ على النّصر وتأمينه (إشعياء 8: 6). الآن ستأتي مياهُ الفرات القويّة والعظيمة لتغمر أرض بيت داود (إشعياء 8: 7). حدثَ هذا في أيام حزقيا بن آحاز، ولم تُدمَّر تلك المملكة لأنَّ الحاكم كان يخاف الله. لقد صلّى هو وإشعياء.

كان عملُ الدّمار الذي ارتكبه الآشوريون في هاتين الأمتين هائلاً. وكان أول من عانى من الهزيمة في تغلث- فلاسر هو رصين المتبجّح، الصُّوفي وعابد الشَّيطان. استغرقت السّامرة المتمرِّدة بضع سنوات أخرى؛ ولكن وصلَ خرابُها في أيام سلامنازر الملك الآشوري الجديد. كان هوشع الملك آنذاك، وتمّ أسرُ شعبه وتشتيته في العديد من الأراضي ولم يعودوا إلى ديارهم أبدًا (2 ملوك 17: 6) الرّحمة!

لا تستهينوا بالأمور الرُّوحية، لئلّا يسخط الربُّ عليكم، لأنَّ الثمن سيكون باهظاً حين يطلب الشَّيطان أجراً لقاءَ أعمال القذارة التي مارسها. ومن يقبلون مساعدة الجحيم، سوف يخدمون الشَّيطان منذ ذلك الحين. وإذا لم يتوبوا، فسوف يُقادون كالخراف إلى المسلَخ ولن يعودوا أبداً. استسلِموا لروح الله واعلموا كم هو صالحٌ.

إذا قبلتم الإرادة الإلهيّة، فلن تتلقوا أبداً أخباراً غير مرغوب فيها من جانب الربّ. وإذا حدث لك أمرٌ سيّء، تحدَّث إلى الله واتبع أوامره. وسوف يذكرك الرُّوح القدس بما قيل، وباسم يسوع سوف ترى هجوم العدوِّ يتراجع. وسوف يرفعك موقفك من كلمة الله. لا ترتكب أبداً خطأ الخوف من العدوّ.

 

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز