-
-
مِنَ السَّمَاءِ أَسْمَعَكَ صَوْتَهُ لِيُنْذِرَكَ، وَعَلَى الأَرْضِ أَرَاكَ نَارَهُ الْعَظِيمَةَ، وَسَمِعْتَ كَلاَمَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. (تثنية36:4)
إنَّ ما نفهمه من الكلمة هو صوتُ الربّ. إنّه صوتٌ فاضلٌ يحقِّق ما يعلنه. فبعد أن أخطأ الإنسانُ لم يعُد يسمعه، فتكلَّم الله بطريقة تجعل خليقته تدركه. الربُّ عظيم وقديرٌ، ولم يرَه أحدٌ قط سوى الابنُ الذي جاء ليصالحنا مع الآب. حتى آدم لم يكن قادراً على رؤية العليّ قبل سقوطهِ.
علينا أن نمارسَ ما نسمعه من صوتِ الله المَهيب، وفقاً لقدرتنا، دون أيّ "آثار جانبية". لقد اختبأ آدم وحوّاء عندما سمعا صوته في جنَّة عدنٍ، لأنّهما عرفا القوَّة التي يمتلكها. ولكن اليوم، بما أنَّ يسوع هو وسيطنا، فلا يوجد سببٌ للخوف منه. بل على العكسِ من ذلك، يجب أن نمتلئ بالشَّجاعة ونطلب من الخالق أن يتحدَّث إلينا أكثر فأكثر.
نتمكّن من التمسُّك بكلِّ ما يعلّمنا إيّاه الربُّ عندما نتعلَّم عن كلمة الحقّ. الإنسانُ الذي يتمتّع بالذّكاء السَّليم والذي يتعلَّم من الربّ، يطبِّق تعليمه عمليّاً. لم يتحدَّث يسوع إلى النَّاس دونَ سببٍ، أو ليفكروا فيما إذا كان ينبغي قبول تعليماته أو رفضها. إلهنا لا يفشل أبداً عندما يتحدَّث إلينا وهو يأتي في الوقتِ المُناسب ولصالحِنا دائماً. هللويا
إنَّ أعمال الربّ في حياتنا مخفّفة حتى لا نعاني من أيّ ضررٍ. وبما أنه عظيم، فلن نتمكّنَ من مقاومة صوته. لا توجد طريقة يمكن بها لأحدٍ أن يستمع إلى صوتهِ ويبقى حياً، لأنّه النّار الآكلة. لذلك يتحدَّث وفقاً لحدودنا. نصبح أقوياءً عندما نتمسَّك بإعلاناته، إلى الحدّ الذي نُدعى فيه "آلهة" (يوحنا 10: 34، 35).
نستمعُ إلى صوتِ الله وسط أفعاله. عندما نضع قوَّته موضعَ التنفيذ ونؤمن بهِ، وهكذا تحدثُ أشياءٌ جيّدة لأقاربنا أو أصدقائنا أو أيّ شخصٍ حولنا. هذه هي مهمَّتنا: استدعاء القوّة التي تدمر الشَّر، وتطرد الأرواح الشِّريرة، وتجعل النّاس يولدون من جديد. إذا توقفنا عن الإيمان بالكتاب المقدَّس ولم نواصل السَّيرَ وفقًا لتعاليمه، فسوف نخطئ ضدَّ الربِّ وضدَّ حياتنا.
يرغبُ الله في أن يُظهر لك ناره العظيمة من خلال صُنع العجائب، حتى تتمكّن من الاستماع إليه وتعلّم كيفيّة تحقيق إرادته. لا تعِشْ كشخصٍ متديّن بل عاملاً بالكلمة. هذا هو هدفُ الربّ لأولاده. يمكنك ويجب أن تكون بركة، لتعيش في البيئة الرَّائعة التي يعدّها لك عندما يتحدّث إليك. لا تنخدع بأكاذيب الشَّيطان، بل كُنْ مطيعًا للنّار الآكلةِ.
لا تخفْ أبدًا من الاقتراب إلى الربّ. فهو يعلم دائمًا أنّنا ترابٌ ويتحدّث إلينا وفقًا لذلك. اقبل المَهام التي يعطيك إيّاها السَّيد دون استجوابهِ. لن تجدَ شيئًا أبدًا أكثر فائدة من المهام التي يعطيها الله. كُنْ متواضعًا وقدّيسًا وكاملاً في إيمانك بيسوع.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز