رسالة اليوم

08/10/2025 -   إدراكٌ يَدْعو للتَّصرُّفِ

-

-

وَقَالَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ لأَلِيشَعَ: «هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي نَحْنُ مُقِيمُونَ فِيهِ أَمَامَكَ ضَيِّقٌ عَلَيْنَا. (الملوك الثاني 1:6)

رغبةٌ واحدةٌ كفيلةٌ بحدوثِ عملٍ إلهيٍّ عظيم. لكنَّ وجودنا في وضعنا الحالي لا يفسح المجالَ للربِّ لإظهار نفسه كأبينا وصانعِ العجائبِ. لذا، يجب ملاحظةُ ما يُظهره لنا. فبلا شكٍّ، يتكلَّم الله تماماً مثلما فعل مع حزقيال، آمراً إيَّاه بالنَّظر إلى بابِ الدار ومساءلته عمَّا يراه. ثمَّ لاحظَ النبيُّ أنَّه هناك ثقب واحد، لكنَّه عندما نقب في الحائط رأى جميعَ الرَّجاسات الشرّيرة (حزقيال 7:8-12).

شعرتْ حنّة بأنَّه لا يجب عليها منحُ الشرير متعةَ بقائها عاقراً وأنْ تعيِّرها ضِرَّتها. ثمَّ أعطاها الله صموئيل كمثالٍ عظيم. فقد كان عليها فتح قلبها إلى درجة اعتبارها سُكرى، لكنَّها بعد رؤيتها لولادة ذلك الصبيّ الجميل، امتلأتْ فرحاً وإيماناً وقدَّمته للعليِّ. كم أظهرت محبَّة للشخصِ الذي رَحمها! ونتيجةٌ لذلك، حظيَ شعبُ الله بقيادة كاهنٍ حقيقيٍّ (1 صموئيل 1:1-22).

ينبغي على كنيسةِ المسيح أنْ تتذكَّر أنَّها زوجة الربِّ الثانية (كانت كنيسة العهد القديم الزَّوجة الأولى)، لكنَّها الشرعيَّة الآن. لذلك، نعلم أنَّ المجد المُعطى لنا هو أعظم من الأول؛ الذي للعهدِ القديم، لذلك على الكنيسة أن تتفوَّق على عجائب كنيسة العهد القديم التي انتصرتْ على أعدائها. وللأسفِ، لم نرَ هذا يحدث لأنَّنا لبّينا الاهتمامات البشريَّة وتركنا اهتمامات الربِّ وراءنا. بالتأكيد، لسنا نُسرَّه بفعلنا هذا.

سرعان ما تعمل قوَّة الله وتمنحنا امتيازاتنا عندما نفهم الأمثلة الكتابيَّة ونطالب بها. لكنْ، يستحيل العيش في الجسد وإرضاء الربِّ في آنٍ واحدٍ. لكنَّنا عندما نتلذّذ به يعطينا سؤل قلوبنا (مزمور 4:37). هذه هي الأوقات التي يجب أن نقضيها في طلبنا للآب السماوي وخدمته حقاً. الأمرُ الذي إنْ فعلناه فلن يعوزُنا شيء.

طلب بعضُ التلاميذ يوماً ما الإذنَ من أليشع لقطعِ بعضِ الأشجار وصنع منزلٍ لهم، وأصرَّ واحد منهم أن يذهبَ النبيُّ معهم. وعندما وصلوا إلى نهر الأردن باشروا بالعمل، لكنْ وبشكلٍ غير متوقّع، سقطَ حديدٌ في الماء، ومن ثم غيَّر أليشعُ قانونَ الفيزياء وطَفا الحديدُ دون أيَّة لوازم منه (2 ملوك 1:6-5). ولو لم يحدثُ ذلك، لَما امتلكنا الأساس للصَّلاة من أجل حصول شيء مشابه في هذا اليوم.

لقد تمَّت استعادة الحديد، لذلك تلقّى الشخص الذي أوقعه الأمرَ باِنتشالهِ (2 ملوك 7:6). لا تفقدْ شيئاً قد أُعطِيَ لك أو استعرته. فمن أجلِ قطعة حديدٍ بسيطة صنعَ أليشعُ إحدى أعظم المعجزاتِ. هللويا!

جعلَ الله داود يطلب المياه في بئرِ بيت لحم، وبالتالي سنحتْ لأحدِ خدَّامه الفرصة لإثبات أنَّهم كانوا شُجعاناً. ومن ثمَّ شقّوا محلّة الفلسطينيّين لتسديد احتياجه بلا ضررٍ (1 أخبار الأيام 17:11-18). أينَ نجد هذا النّوع من العاملين، الذين لا يخشون الذَّهاب إلى أخطر الأماكن في أمَّتنا وإيصال الشعبِ إلى أبينا السماويّ؟ عندما يشير الربُّ فعلينا أن نعتبرهُ أمراً وتشديداً للمؤمنين أيضاً.

إنَّ معركتنا العظيمة هي وضعُ إرادتنا أمام الربِّ. لأنَّنا إذا لم نتخلَّ عن كلِّ ما نملك، فلن نكونَ تلاميذَ السيِّد. علينا أنْ نحملَ صليبنا (مرقس 34:8)!

محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز