-
-
وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ. (الملوك الثاني 11:2)
يتحدَّث الله دائماً إلى خدَّامه قبل أنْ يفعلَ شيئاً ما. فعندما كان على وشكِ أنْ يأخذَ إيليّا إلى السَّماء قبل أنْ يموت، أخبرَ الربُّ أليشعَ، خادم إيليّا، وتلاميذَ الأنبياء الآخرين. لذلك، سيكونُ من الجيِّد اليومَ أنْ يتمَّ إخبار الذين يخدمون الله عما سيفعله العليُّ. ولو كان الأمرُ يسير على هذا النَّحو، لما تفاجأتَ في أيِّ شيء.
أخبرَ إيليّا التشبّي، من جلعادَ، أليشعَ قبل أنْ يغادرَ أنْ يبقى في ذلك المكان. لكنَّه منذ أنْ علم ما هو على وشكِ الحصول، استمرَّ في الخدمة إلى جانب سيِّده (2 ملوك 2:2). من الجميل أنْ تكونَ في شركةٍ مع الله، لأنَّه يُعلن ما هو على وشكِ الحدوث. حسناً، هناك حالاتٌ تكون فيها صلاة واحدة كفيلة بالحلِّ، إلَّا أنَّه في حالات أخرى ليس علينا سوى المشاهدة ورؤية ما يفعله الربُّ. عرفَ أليشع كيف يشعرُ ويُراقب!
أخبرَ تلاميذُ الأنبياء؛ الموجودين في المكان الذي تقابل فيه يعقوب مع الله وتغيَّر قلبه، أليشعَ عن الخطَّة الإلهيَّة. وقال إنَّه يعرف ذلك مُسبقاً وطلب إليهم عدم الإفصاحِ عن الأمر (الآية 3). أتمَّ إيليّا في بيتِ إيل مهمَّته وأمرَ مساعدَه بالبقاء هناك لأنَّه يجب أن يذهبَ إلى أريحا (آية 4). ومرَّة أخرى، وأليشع عالماً بأنَّ مستقبله يعتمد على مثابرته، ضمن أنَّه لن يدع معلِّمه يذهب وحده. من الجيِّد الإصغاء إلى العليِّ وإطاعته بالإيمان.
عندما وصلوا إلى أريحا ذهبَ تلاميذُ تلك المدينة إلى أليشع وأخبروه بأنَّ النبيَّ سيُختَطفْ في ذلك اليوم. وأجاب إنَّه يعلم بهذا مُسبقاً وقال لهم ألَّا يتحدَّثوا عن الأمر (الآية 5). لكنَّه لو أحادَ نظره عن سيِّده لكان قد خسر فرصةً كبيرة. لذا، يجب أن يحيا المؤمنون بهذه الطريقة. فإنْ فعل الربُّ شيئاً وأنت غافلٌ فستخسر لحظةَ مباركتك. يكمن السرُّ في المُثابرة على ما قاله الآبُ بدون فقدان وعيك!
قال إيليّا في أريحا الأمرَ نفسه كما كان من قبل: أرسلهُ الله إلى الأردن ولكنْ على أليشع أنْ يبقى هناك (الآية 6). فأظهرَ تلميذُ إيليا في وقتٍ آخر مثابرته قائلاً إنَّه سيتبعه إلى هناك أيضاً. وبعد ذلك، رأى إيليا بأنَّه لديه المؤهِّلات التي تنجحه. إذن، كُن أميناً مع الربِّ ولا تتخلَّ عن دعوتك. ثمَّ إذا اجتزتَ في الاختبارات التي تُثبت فيها بأنَّك خادمه الحقيقيّ فسوف يتمُّ استخدامك بنفس الطريقة.
أخذ النبيُّ رداءه على ضفافِ نهر الأردن كما لو أنَّه درسه الأخير. وسقط الرداء عنهُ وضربَ الماء التي انقسمتْ ومن ثمَّ عبرا إلى الأرض اليابسة. وبعد ذلك، قالَ لأليشع أن يطلبَ ما يريد. فسأل النبيُّ اليافع نصيب ضعفين من روحِ سيِّده الذي قال: لقد طلبتَ أمراً صعباً. وبالرَّغم من ذلك، قَالَ: «صَعَّبْتَ السُّؤَالَ. فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذلِكَ، وَإِلاَّ فَلاَ يَكُونُ». (الآية 10). انتبهْ إلى شروط الله!
ثمَّ ظهرتْ عربةُ نارٍ مع خيولِ نارٍ، وفَصلتْ بينهما وارتفعَ إيليا في العاصفةِ إلى السَّماء (الآية 11). فمزَّق أليشع ثيابه وأخذَ رداء إيليا. ومن ثمَّ عَبرَ الأردن ورجعَ إلى اليابسة (الآيتان 13،12). إلهُنا رائعٌ!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز