رسالة اليوم

04/10/2025 - يسوعُ يشفعُ في المؤمِنينَ

-

-

وَقَالَ الرَّبُّ: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! (لوقا 31:22)

يمكننا أنْ نجد من خلالِ ملاحظة هذه الآية خططاً روحيَّة للإنسانِ التي لا يُمكننا حتى تصوُّرها. فنحن لا نعلم سبب طلبِ الشيطان لوضعِ بطرسَ في الغربالِ ليغربله كما يفعل الفلّاحُ بالحنطة عندما يزيلُ القشرَ والزوائد الأخرى. ولم تكُن لدى بطرس أدنى فكرةٍ عن الخطر الذي كان مُزمعاً أنْ يتعرَّض له. لذا، عندما يحذِّرك الربُّ من شيءٍ ما، سارع في قبولِ كلمته وصلِّ كيلا يصيبك الشرُّ.

الحقيقةُ هي أنَّ صلاة يسوع من أجل بطرسَ يجب أن تملأ قلوبنا بالفرح في كلِّ وقتٍ يعلن لنا فيه عن شيء ما، لأنَّه متى رأى الشرير يخطِّط لتدمير شيء في حياتنا، فسوف يصلِّي لأجلنا. وإلَّا سيكون يسوع يستثني بعض الأشخاص. فإنَّ الخالق وربَّ الكلِّ يريد خيرنا فقط. حيث إنَّه يعتني بالبشريَّة، خصوصاً بأعضاءِ جسده.

إذا كنتَ تحت أيِّ ضيق؛ مرضٍ كان أم أي خيبة أمل أخرى، فلا تشكَّ بشفاعة المخلِّص لك. فليس هناك صلاة واحدة من الابن لا يستجيبها الآبُ، لذلك عندما تلاحظ هجوم الشرير، آمنْ في القوَّة الإلهيَّة لتدمير أيِّ تنفيذ من هذا القبيل. ليس عليك الصَّلاة بشدَّة من أجل المساعدة، بل اشكر الآبَ فقط وانتهرْ الشرَّ.

يعامل العليُّ جميع أبنائه وبناته بنفس الطريقة. وبتأكيدٍ تامٍّ، إذا أتى عليك أيُّ شرٌّ، فقد تشفَّع المسيحُ بك بالفعل وقد منحك الآبُ صلاحه. إذن، استخدم سلطان اسم يسوع وأبطِل نيّات الشيطان. ولا تفكِّر حتى بأقلِّ احتمال أو تظنَّ بأنَّ هذا الشرُّ هو مشيئة الآب، لأنَّه يفكِّر بخلافِ الشيطان.

لم يفهم سمعانُ بطرس بأنَّ تحذير المعلِّم له كان جديّاً. فقد قالَ هذا التلميذ إنَّه مستعدٌّ أن يذهب مع يسوعَ (الآية 33). إلّا أنَّه لم يفكِّر في انتِقائه للكلمات، لأنَّها جعلت من إعلان يسوع يبدو غيرَ ضروريٍّ. وهذا لن يحدث مُطلقاً لأنَّ كلَّ ما يأتي من الربِّ صحيح كلّياً. لذلك، لا يجب أن نستجوبه أو نجادله لأنَّه كاملُ المعرفةِ والحكمةِ.

قال يسوعُ إنَّ بطرس كان مُندفعاً في الإيمان وهذا أمر خطيرٌ جداً. فإنَّ الإيمان الذي يُعطينا الله يجب أن ينمو فقط. والصِّعاب التي سيعاني منها الرسول يمكنها أن تقضي على إيمانه (لوقا 32:22). حيثُ إنَّ أولئك الذين يجتازون في الصِّعاب ويحفظون إيمانهم بالله يصبحون معلِّمين للآخرين. لذلك، علينا أن نعزّي الآخرين في التعزية التي نتلقّاها (2 كورنثوس 4:1).

عندما أنكرَ بطرسُ يسوعَ للمرَّة الثالثة وصاحَ الديك، رأى أنَّ المسيحَ لا يُخطئ أبداً ولا حتى في ملّيمتر واحد. وإنَّنا سنتجاوز الهزائم والمعاناة إذا أصغينا إلى الربِّ، أليس كذلك؟ أصلّي ألَّا تخدعك أكاذيب الشرير. يستجيب الآبُ لجميع طلبات الابنِ. هللويا!

محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز