رسالة اليوم

03/10/2025 -   أعظمُ خِطَّةٍ

-

-

وَقُلْ لَهُ: اِحْتَرِزْ وَاهْدَأْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ يَضْعُفْ قَلْبُكَ مِنْ أَجْلِ ذَنَبَيْ هَاتَيْنِ الشُّعْلَتَيْنِ الْمُدَخِّنَتَيْنِ، بِحُمُوِّ غَضَبِ رَصِينَ وَأَرَامَ وَابْنِ رَمَلْيَا. (إشعياء 4:7)

تسودُ خطَّة الربِّ الأبديَّة على الناس وعلى إجراءاتهم. لقد فعلَ آحاز الشرَّ في عيني الربِّ وسارَ في طرق ملوك السامرة. والأكثر من ذلك، مرَّر ابنه في النار. يبغض الربُّ هذا التصرُّف كثيراً (2 ملوك 3:16). وعلى الرَّغم من أنَّ الله لم يوافق على طريقةِ عيشه إلّا أنَّه استقبل رسالة إلهيَّة لكونه ملك يهوذا، قائلاً له ألَّا يخَف من فقح أو رصين الآتيّين على يهوذا.

وقد أتت هذه الرسالة بواسطة النبيِّ إشعياء وابنه شآر ياشوب، ونبَّه الملك للحذر (إشعياء 3:7-4). فتصلُح هذه الرسالة في هذه الأيام لجميع الذين يقودون خدمةً في عملِ الله. كان ملكُ أرام قد أقنعَ ملك إسرائيل بالتحالف معه، لأنَّ نيَّة الأول كانت التغلُّب على يهوذا وتدميرها بالكامل. ويمكنهما بهذه الطريقةِ تقسيم المملكة الجنوبيَّة فيما بينهما. لن يتزعزع بيت داود، ولكنْ كان من اللّازم أن يكون آحاز حذراً جداً حولَ ما قاله وفعله.

قال النبيُّ لملك يهوذا أنْ يهدأ ويطمئن. لذا لا تتزعزع أمامَ هجمات الشرير بل حاول وتأمّل وثقْ بالكلمة. فليس هناك طريقة للعدوِّ يحقِّق بها رغبته على الشعب الذين ابتعدوا إذا كانوا حذرين فيما يقولون ويفعلون ويبقون ثابتين أمام استفزازات العدوِّ. ولن ينجح شيء خطَّط له العدوُّ وأعدَّه على حياتك. لذا، تأكَّد أنَّه يكفي أن تثق بما قاله الربُّ عنك في الكتاب المقدَّس.

يجب ألَّا يخاف آخاز أيضاً، فهذا أمر أساسيٌّ. حتى لو كان الخوف في قلبك فقط، فهو يملك قوَّة كبيرة لإضعافك. وهذا الشعور يفتحُ أيضاً الباب للعدوِّ. تذكِّر هذه الأمثلة الكتابيَّة الخائفين بعدم قبول هذه الروح في داخلهم. لذا، علينا أن نثقَ ونرسخ ونتعمّق في كلمة الربِّ وألّا نتراجع عن احترامنا وخضوعنا للإرشادات الواردة فيها.

هناك نقطةٌ هامَّة أخرى، وهي عدم فقدان الرَّجاء في قلبك. لأنَّ المعارك التي ستواجهها هي ليست لهزيمتك بل لانتصارك. كما أنَّ الآب يسيطرُ على كلِّ شيء حتى عندما تظهر الظروف بعكس ذلك. في الحقيقةِ، عندما يخطِّط الشيطان ضدَّ شعب الله، فقد منحَ الله بالفعل سلطانه لخاصّته لإبطال كلِّ نيّات العدوِّ. لذلك، لا تخَف في أيِّ ظرف سيِّئ.

لم يكنْ رصين ملك أرام والقائد السامري سوى شُعلتين مُدخِّنتين. وبالرَّغم من حمو غضبهما إلّا أنَّهما لم يُضاهيا يهوذا التي سينقذها الله. لكنْ كان على آحاز الإصغاء إلى رسالة إشعياء لكيلا يهزمه هذان الاثنان. إذن، ستأتي المساعدة ذاتها للذين يحفظون كلمته ووصاياه، وعندها لن يكون هناك شيئاً مستحيلاً وسيرى كلُّ الذين يفعلون ذلك صلاحَ عمل الربِّ. هللويا!

إنَّ حمو غضب رصين وفقح بن رمليا لم يكُن مقتدراً فعلاً على الذين يؤمنون بالربِّ حقاً. لذلك، عندما يحصل معك نفس الأمر، اتَّخذ مكانتك وأعلنْ نجاتك. إنَّ أفضل ما في الأمر هو أنَّ مياه شيلوه التي تفيض بِسكوتٍ ستأتي لمعونتك.

محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز