رسالة اليوم

12/03/2017 - الْمُحْتَلِمُونَ

-

-

  "وَلَكِنْ كَذَلِكَ هَؤُلاَءِ أَيْضاً، الْمُحْتَلِمُونَ، يُنَجِّسُونَ الْجَسَدَ، وَيَتَهَاوَنُونَ بِالسِّيَادَةِ، وَيَفْتَرُونَ عَلَى ذَوِي الأَمْجَادِ" (يهوذا 1: 8).

يَجبُ أن لا نَسمحَ لروح النَوم بأنَ تُخدّر إيماننا - فَالقداسةُ هي سِمةُ المُستيقظين. أمّا النّائمين فطبيعتهُم مُلوّثة، وهُم يَعْرفون أجسادهُم. فكُن خَادماً أميناً للرَّبِّ في جَميعِ الأوقات.

هُناكَ أشخاصٌ قدْ خَدمُوا الرَّبَّ الإله، لكنّهُم الآن "نَاموا" في الإيمان. وعِندمَا يَحدثُ هَذا، "فالحَالِمون" يُعطون الفُرصة للشَّيْطان بأن يَستغلّهُم. والعَلامةُ على أنّهم بَعيدينَ عن المَشيئة الإلهية على سَبيلِ المِثالِ هي عِندما تجدهُم يَتدخّلونَ في السِّياسةِ، ويَقولونَ أنَّهُم يَخدمُون الوَطن. ليْس هُناك شيءٌ خَطأ في خِدمةِ الوَطن، لكنْ، الذي يَقولُ أنهُ خادمٌ للرَّبِّ العليّ، يَهتمُّ بِأمور مَلكوته أوّلاً. والشَّخصُ الذي يُربكُ نَفسهُ بِشؤونِ هذهِ الحَياةِ يُظهرُ عَدم اِهتمامهِ بالدّعوةِ الإلهيةِ.

يَتميّزُ "المُستيقظين" بالقداسةِ. وأحَاديثهُم دَائماً بَنّاءة، لا يَتدخّلونَ في حَياةِ الآخرين، ويُكرّسونَ وقَتهُم لكي يَقُودوا أشَخاصاً آخرينَ للتوبةِ والقَداسة. والعَكس صَحيح بالنسبةِ لأولئَك الذينَ تلوّثت حَياتهُم بِهمومِ العَالم والجَسد، في الوقتِ الذي يسعى فِيه خُدام الرّب لحِفظ ثِيابهم بَيضاءَ كالثلج.

ومِن نَاحيةٍ أخري لا يَهتمّ "الحالمونَ" بِما يُلوّثُ أجَسادهُم، والجَميع مُخطئينَ في نَظرهم. وهُم جَريئين وعِندمَا يَقومونَ بما يُسمّونهُ خِدمةٌ للرَّب يُحاولون بِها إيذاءَ أبناءِ الله، وعِندمَا يُقدّمونَ النَّصيحةَ لا يَهتمّونَ بِما تَقولهُ كلمةُ الرَّبِّ. لأنّ هَدفهُم هو النَّجاحُ الوقتي، ولكي يَحصُلوا عَليهِ، يَفعلونَ أيّ شيءٍ. بالإضافة إلى ذَلك، رَغبتَهم في تَحقيقِ أهدافهم من المُمكن أن تَصل بهم للتَحالفِ مع أشخاصٍ يَخدمونَ الشَّيْطان، ويُشجّعونَ على الاعتقادَ القَائل أنّ الغَايةَ تُبرِّرُ الوَسيلة. يكذبون بِوقاحةٍ ويُبرّرونَ أعَمالهُم بِحُجّةِ أنهُم يَخدمونَ الرَّبَّ. لكنْ، كيفَ للرَّبِّ أن يَقبل أن تُستخدمَ الأكاذيبَ من أجلِ اِمتداد مَلكوتهِ، إن كانت هَذهِ هي الحَقيقةُ؟

إن أفضلَ شيءٍ يُمكنُ أن يَحدثَ لأيّ شَخصٍ، هو أن يَكونَ خادماً لله. بِغضِّ النَظرِ عنْ مَا يُمكن أن يُعْترِضهُ في العَالم: كأناسٍ يَكذبونَ، يَخدعون أو يُأذونَ أيّ شَخصٍ من أجلِ الوصُولِ إلى أهَدافهِم التي جَميعها خَارجَ مَلكوتِ الله. فَليسَ هُناك شَيءٌ أكثرَ خُطورةً من أن تَكونَ تَحت سَيطرةِ العدُّو. والشّخصُ الذي يُشوّهُ جَسدهُ سَيندمُ كَثيراً، ولكنْ رُبما يَكونُ الأوانُ قد فات.

أمَّا منْ يَسلكونَ بالحقّ ولا يَخونونَ الأمانةَ، يَكونونَ أحراراً، ويَمشون ورأسُهم مَرفوعةٌ على الدَوام. 

 

 محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز