-
-
فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. (أفسس 29:5)
لا أحدٌ يسبِّب الضَّرر لنفسه إنْ كان سليماً عقليّاً. لكنَّه هناك بعض الأشخاص الذين يوجّهون الاتِّهام للربَّ على جعل أولاده يمرضون ليعلِّمهم كيفيَّة السير في طريق البرِّ. إلَّا أنَّ هذا القول خاطئ وغير مسؤولٍ، وعلى الذين يقولون ذلك أنْ يدرسوا في الإنجيل. وبلا شكٍّ، أنَّهم لا يعرفون ما يقولون ولا ما يفكِّرون. ليس هناك أي شرٍّ في الله.
يُعدُّ المؤمنون أعضاء في جسد المسيح، ورأسه يسوع. فهل يؤذي نفسه؟ حسناً، يوجد هناك شرٌّ بالتأكيد في بعض المحن التي يسمح لنا الربُّ بالاجتياز فيها ليعلِّمنا درساً. لكنْ لا يجب الإصغاء أو دراسة هذا القول! ويظنّون أنَّه يستخدم أناساً آخرين ليعيدوا كتابة الكتاب المقدس ثانيةً. الرحمة!
إنَّ ما يرينا إيَّاه الروح القدس في هذه الآية يضعُ نهاية لفكرة أنَّ الله يعلِّم شعبه من خلال المعاناة والألم. قال يسوع إنَّنا كآباء نعلم كيف نُعطي أولادنا عطايا صالحة، فكم بالحري الآب السماوي يهب خيراته للذين يسألونه؟ (متى 11:7). وبدلاً من الظنِّ بأنَّ الله المسبِّب لضيقاتك، ابدأ في التأمُّل والتفكير في رسالة الإنجيل المقدَّس (يشوع 8:1). وبعدئذٍ ستفيض بالبركات. تغيَّر من الداخل واحيا!
أصرُّ على القولِ: لا تسمح للعدوِّ إقناعك بأنَّ الشرَّ هو جزء من خطط السيِّد في التعليم. فإنَّ المخلِّص لن ينزل لمستوى الأعداء، مستخدماً البؤس أو الفقر أو المرض لجعل الناس يخافون منه، لكنَّ هذه هي خطط الشيطان. لاحظْ إلى أيِّ درجة ينحدر إخوتنا المؤمنين! حيثُ إنَّهم يقبلون فكرة أنَّ الربَّ الصالح والنقي يستخدم الشرَّ في التعامُل معنا. يا لهُ من تجديفٍ! لكنَّه يعدُّ لنا خبزنا حتى عندما ننام (مزمور 2:127)!
لن يؤذي القدير جسده لأنَّنا أعضاؤه، كما أنَّه لن يضع فينا شراً. ألا يبدو هذا سخيفاً وغير منطقيٍّ؟ فكيف يمكن للقدير المحب ألَّا يحبّنا ويحبّ جسده؟ لذا، ارفض كلَّ الأكاذيب التي تتعرَّض لها لأنَّه يوجد وراء كل واحدة منها شيطان مُوكّل بمهمَّة إرباك الحكماء. يحبُّ الربُّ ازدهارنا (مزمور 27:35).
إنَّ الذي يحبُّ الازدهار يحبُّ الصّحة أيضاً، والذي يغفر الخطية لا يستطيع رفض الخطاة. حيث إنَّك تتحرّر من كلِّ دينونة عندما تنال غفران العلي، لذلك ستكون أبواب السماء مفتوحة أمامك. فارفضْ كلَّ شيء آخر وكلَّ خداع وتمتّع بالحياة الحقيقيّة والفُضلى التي منحها يسوع. والآن، كلُّ ما ينتمي إلى الله هو ملكنا، ولهذا السبب يمكننا النجاح لمجده.
اللهُ مسؤول عن تربية الكنيسة والمحافظة على وعوده والوفاء بكلِّ واحد منها. "لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.'' (رومية 1:8)، بل على العكسِ، فإنَّ اليد الإلهيّة ستكون عليها وفوقها. فقد حان الوقت للإشراق في الحقِّ والتمتُّع بمستوى حياة أفضل. هكذا يمجِّد الشخصُ اللهَ حقاً!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز