-
-
«لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ رَذَلَ مِيَاهَ شِيلُوهَ الْجَارِيَةَ بِسُكُوتٍ، وَسُرَّ بِرَصِينَ وَابْنِ رَمَلْيَا. (إشعياء 6:8)
واحدةٌ من الأمورِ التي لا تسرُّ الله هي حقيقة أنَّ الكثير من أبنائهِ يتجاهلون غناهُ ومشوراتهُ المُباركة ويعيشون بعيداً عن الحقِّ. وسيجعلهم التصرُّف بهذه الطريقة يعانون بالتأكيد من تجاربٍ كبيرةٍ ومضايقات كثيرةٍ. ليس هناك طريقة لإسكاتِ هذه المياه وتجنُّب هبوب العواصف التي يرسلها الجحيم ضدَّ الذين لا يخافون الله. لذلك، يبقى السؤال: كيفَ يُمكن لأيِّ شخص تبنّي هذه المواقف الكارثيّة؟
إنْ شِئنا أم أبيْنا فهناك لحظات في الحياة على الأرض سوف نجتاز فيها بالتَّجارب والمحن. لكنَّ الذين يعرفون القدير يثبتون ويمارسون امتيازاتهم في المسيح، ويجتازون في هذه التَّجارب ويخرجون منها مرفوعي الرأس، لأنَّهم نالوا السلطان على كلِّ قوى الظلام المسبِّبة لهذه الخيبات. فمن الضروري العودة إلى السلامة الروحيَّة وطلب الربِّ وإيجاده، والإيمان بأنَّ ما يقوله هو الطريق للنَّجاة من كلِّ أعمال مملكة الظلمة.
لا تُوجد طريقة أخرى للإنسان تمنحه النَّجاة من الهجمات الجهنميَّة، مهما كانت صغيرة، سوى أن يكون على شركةٍ مع الله ويؤمن بالكلمة. لا تستهِن بفرصك لأنَّ الشيطان، عدوَّ الإنسان الأبدي، كأسدٍ زائرٍ يجولُ مُلتمساً من يبتلعه (1 بطرس 8:5). فسوف يُربكك بالكامل إنْ لم تفعل شيئاً، حتى وإنْ لم تطلبه. لذا، إذا أردتَ الفرح والانتصار فاطلبْ الربَّ فقط.
إنَّ فيض كلمة الله في قلبِ الشخص الذي يحبُّ الآب السماوي ليس ساكناً لدرجة مقارنته بمياه شيلوه الهادئة. وهذه المياه تأتي مباشرةً من العرش الإلهي وتزوِّد الذين تستخدمهم بفائدة هائلة لأنَّها تهدِّئ القلب وتملأه بالمحبَّة والرَّجاء والإيمان. ومن جهةٍ أخرى، أولئك الذين يُديرون ظهورهم لمصدر الإحسانِ هذا، لن يجدوا أيَّة مساعدة أو معونة عندما يكونوا في حاجةٍ، وتعدُّ هذه نتيجة مباشرة لسوء سلوكهم بإغلاق الباب أمام التَّعامل الإلهي في حياتهم. الرّحمة!
أغضبَ فقحَ بن رمليا ملكُ السامرة الربَّ بأفعاله، كما فعلَ يربعام في الأيام الأولى لهذه الأمّة، ومزَّقت هذه الأفعالُ بيتَ داود. وانضمَّ في حَيرته إلى رصين ملك أرام واحتلَّ يهوذا، لكنَّه كان عاجزاً على القيام ضدَّ آحاز (2 ملوك 5:16). حيثُ كانت نيَّتهما التغلُّب على مملكة يهوذا وتقسيمها في ما بينهما. ثمَّ أرسل آحاز رسلاً إلى تغلث فلاسر ملك أشور واقترح التحالف، مُعلناً خضوعه وابنه في سبيلِ نجاتهم (الآية 7).
أظهرَ آحاز عدم الحاجة لله لأنَّه كان غارقاً في عبادةِ الأوثان، ووجدَ في الخطأ المساعدة في ملك أشور. وهذا ما يحصلُ مع جميع الذين يطلبون الشيطان، الذي سيفعل كلَّ ما في وسعه لئلّا يخسرهم. فليس من الحسن أنْ تحتاج أو تطلب أو تقبل المساعدة من إبليس، لأنَّك ستدفع في النهاية ثمناً باهظاً جداً يفوق الخسارة الأولى.
إنَّ كلمة الله واضحة: لن يسودَ ميثاق مع خدَّام إبليس، وسيهلك هذا الميثاق كلَّ من يشترك مع الأشرار. لكنَّ الإيمان بالربِّ يجعلك حكيماً وناجحاً. لا تفوِّت هذه الفرصة وارجعْ إلى القدير واقطع كلَّ شركة مع العدوِّ. هناك في الله حياة وحريَّة.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز