رسالة اليوم

28/09/2025 - كُسِرَ نيرُ ثِقلهِ

-

-

 

لأَنَّ نِيرَ ثِقْلِهِ، وَعَصَا كَتِفِهِ، وَقَضِيبَ مُسَخِّرِهِ كَسَّرْتَهُنَّ كَمَا فِي يَوْمِ مِدْيَانَ. (إشعياء 4:9)

كان نيرُ الشيطان علينا ثقيلاً لكنَّ يسوعَ خلَّصنا وكسرَ هذا السِّجن الشيطانيّ. واليومُ، لقد تحرّرنا من يدي العدوِّ ويمكننا التمتُّع بثمارِ الحياة الأفضل التي أتانا يسوعُ بها (يوحنا 10:10)، ويمكننا أيضاً تمجيد إلهنا من خلالها. في الواقعِ أنَّنا إنْ لم نهزم هجمات إبليس فلن نُرضي الربَّ. لكنَّه أعطانا بالفعل السُّلطان على قوى الظلام (لوقا 19:10)!

عندما هزمَ المسيح العدوَّ، تحرّرنا من قدرته على جعلنا نعاني. والآن، يمكننا أن نحبّه ونخدمه منذ قبول يسوع ربّاً ومخلِّصاً لحياتنا. فإنْ كان الربُّ قد كسرَ القيود التي قيَّدنا بها إبليس، فإنَّه الوقت المناسب لقبول ما فعله لأجلنا وبدء العيشِ بحريّة. كما أنَّه لهذا السبب عينه قد بذلَ نفسه على الصَّليب.

ليس هناك دينونة على الذين هم في المسيحِ يسوع، المؤمنين حقيقة في ابن الله (رومية 1:8). ويمكنهم السّير بلا خوفٍ من فخاخ الشرير. وقد أصبحوا كهنوتاً ملوكيّاً لله بتحوُّلهم وولادتهم الجديدة (1 بطرس 9:2)، ويمكنهم بالتالي الاتِّكال على المعونة الإلهيَّة دائماً. وبلا شكٍّ، لن يضايقهم إبليسُ بعد الآن. لذا، يجب على المخلَّصين أن يعيشوا حسب هذه الطريقة.

لقد أتتْ أيام المديانيّين مع الإعلان عن أنَّ عبودية الشيطان قد اقتربت نهايتها. يرمز جدعون إلى يسوع، الذي يأتي ليُنهي مملكة إبليس. لكنَّ ابن يوآش، أفقرُ عائلة في إسرائيل، لم يفهم أنَّه يُشبه المخلِّص. وعندما قال ملاكُ الربِّ إنَّ جدعون سينقذ إسرائيل من أيدي المديانيّين، جمعَ بذلك جمعاً كبيراً من المدنيّين لمساعدته، لكنَّ القدير قال إنَّ هناك عدد كبير منهم (القضاة 2:7).

إنَّ الجمع المؤلَّف من 32 ألفٍ تناقصَ إلى 300 ألفَ جندياً، الذي أهلك بهم جدعون خطط مديان الشريرة. إلّا أنَّ يسوع المخلِّص الحقيقي فعلَ كلَّ ما فعله بنفسه فقط. فهو وحده استطاع الدخول إلى مِعصرة نبيذ الإيمانِ (إشعياء 3:63). يجهِّزنا الربُّ أحياناً لكنَّنا نشك ونطلب المساعدة من الآخرين لإتمام مهمَّتنا. والآن، عندما يدعونا الربُّ يجعلنا أيضاً متمكِّنين، وسننتصر سريعاً إنْ أطعناه فقط.

إنَّ القضيب الذي أتعبَ أكتافنا قد تكسّر. لذلك، أصبح الشيطان عاجزاً عن التأثير بنا، وقد حطَّمه الربُّ الكامل في جميع طرقه، ولن يقدرَ الشرير أن يُصلحه. لذا، عِشْ بلا خوفٍ ولن يستردَّ العدوُّ قضيبه مرَّة أخرى. فحتى وإنْ جمع كلَّ قطعه، فلن يستعيدَ تأثيره ثانيةً. لقد سبى يسوعُ سبياً وأعطى الناس عطايا عند صعوده (أفسس 8:4)!

لن يوجَد فيما بعد صَولجان المُسخِّر. وقد داسَ الربُّ بغضبه المِعصرة والآن تحطَّم كلُّ شيءٍ. كما أنَّ كفن يسوع الفارغ هو دليلٌ على أنَّه لا شيء سيضطهدنا أو يُعيدنا إلى الأسرِ لرئيسِ الظلام. فقد نلنا الخلاصَ مجاناً ولن نخدمَ العدوَّ ثانيةً. مجدٌ وكرامةٌ للهِ!

محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز