-
-
لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ. سِلاَهْ. (المزامير 3:20)
إنَّنا نتبارك في كلِّ وقتٍ نتجاوب فيه مع دعوة الربِّ بإصغائنا إليه، وسنستقبل بلا شكٍّ المجازاة من يديه. فإنَّ الله يبرهن محبَّته لنا عندما يُرشدنا ويقودنا إلى فعلِ شيء لشخصٍ ما. فكُن متقِّيظاً لئلّا تحزن أو تُحبَط عندما يوكِّلك الربُّ بمهمَّة ما، واستعد لإنجازها واثقاً بأنَّه سيجازيك.
إنَّ مساعدةً صغيرة، حتى ولو كانت كأسٍ صغيرٍ من الماء البارد، مُقدَّمة باسم الربِّ وبإرشادهِ فسيتمُّ مكافأتك عليها. لذلك، ليس من المهمِّ أن تبدو المهمَّة الموكَّلة إليك بسيطة أو أكثر صعوبة في تنفيذها. وحتى إنْ لم تشعر بالقدرة على إنجازها أو اعتبار أنَّ العمل سهلاً جداً، اطلب من الله الإرشادات والتعليمات، وستنفِّذ بهذه الطريقة تلك المهمَّة بقوَّة الربِّ بدلاً من قوَّتك الخاصّة.
سيكون كلُّ ما نقوم به مع إشرافِ وتعليماتِ القدير مثلَ نصبٍ تذكاريٍّ له، مّما يدلُّ على تذكُّره لأعمالنا. كما أنَّه سيتدخّل ويعمل لأجلنا عندما نكون بحاجةٍ للمساعدة إنْ كان إيماننا بسيطاً أو ضعيفاً، لأنَّنا بعد كلِّ شيء قد تجاوبنا مع كلمته. وبلا شكٍّ، أنَّ الربَّ لا يتراجع أبداً عن تخليص الذين ساهموا في بناءِ الكنيسة، كما في مثال قائد المئة للخادم المفلوج الذي كان يتعذّب بشدَّة (لوقا 4:7-5).
يقول لنا الآبُ السماوي أيضاً بأنَّه يستسمن مُحرقاتنا التي فعلناها له ولملكوته وقد نسيناها. فلا تُهمل أبداً أدنى دعوة من القدير، لأنَّه عندما يتذكَّر في الوقت المُعيَّن ما فعلته في سبيل محبَّتك له فسوف تنال مجازاتك في المقابل. وهذه هي إحدى الطرق التي يجازي بها الله الذين يشتركون معه. لذا، من الجيِّد العمل معه وإطاعة جميع وصاياه دائماً.
لن تُمحى مواقفنا التي يُلهمنا إليها الله. ولهذا السبب، بعد تنفيذ دعوته لك، إنْ قُدِّمت لك أيُّ شهوة فلا تُخفِ ذلك لأيِّ سبب كانَ، بل ثِق بأنَّ كلَّ شيء زائل. بصراحةٍ وبالحقيقةِ، يُمكن ويجب أن تُمحى جميع الخطايا، ويتمُّ الحصول على هذا من خلال الاعتراف وطلب الغفران الإلهي. لكنْ فقط الخطايا التي لن يتمَّ التراجُع عنها هي تلك التي تتمُّ بعد قبول الربِّ، لأنَّها وُلدت فيه فهي بطبيعتها أبديَّة.
اذهبْ إلى الله الآن وأخبره عن الخطأ الذي ارتكبته. وبعدئذٍ، آمنْ بأنَّك نلتَ الغفران لأنَّه أمينٌ وعادلٌ حتى يغفرَ لك خطاياك ويطهِّرك من كلِّ إثمٍ (1 يوحنا 9:1)، فإنَّ الخطايا المُعتَرف بها لن تُوجد فيما بعد ولن يبقى لها أي رائحة أو أثرٍ يمكنه منعك من استقبال إحسانه. اللهُ كاملٌ في كلِّ ما يقول ويفعل.
إنَّ رغبة كاتب المزمور في تذكُّر القدير لكلِّ تقدماته وقبول مُحرقاته، عبَّر بها عن الإرادة الإلهيَّة فيما يتعلَّق في الطاعة المطلوبة لكلِّ الناس الذين يقتربون من الله. لذلك، تجاوبْ مع جميع دعواتِ وأوامرِ الروح القدس وسترى بأنَّ الآب أمين وقدير في إتمام جميع وعوده لك. حيثُ لا يُمكن له أن ينسى أيَّ وكلَّ وقت دعاك فيه ولبّْيت نِداءه.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز