-
-
اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. (إشعياء 2:9)
يمكننا القفزُ فرَحاً عندما نرجعُ إلى كلمة الله ونرى كم فعلَ من أجلنا وأحبَّنا بإرسالهِ يسوعَ ليأخذنا من مملكةِ الظلمة. واليومُ، في المسيح ليس علينا الاستسلام لأيِّ شهواتٍ شريرة لأنَّنا تخلَّصنا وتحرّرنا من كلِّ أشكال الأسر. والآن، سوف نعكس ونلمع في ضياء أبينا لأنَّنا أبصرنا النورَ ونلنا الاستنارة به.
هناك بعضُ الأشخاص الذين يضعون ثقتهم بالله سريعاً وسرعان ما يزدهرون. ولكنْ بالرَّغم من عظمةِ هذا الأمر إلّا أنَّه يُمكن تسميتهم باللصوصِ، حتى أنَّ بعضَ المؤمنين قد يقولون: "إنْ كانت الأمور لا تسير على ما يُرام، فكيفَ حصلوا على كلِّ هذا؟" فيقولون يعودُ هذا إلى سببِ تجاهلهم لفكرة عدم وجود دينونة للذين هم في المسيحِ يسوع (رومية 1:8) لأنَّهم تخلَّصوا وتحرَّروا بالكامل من الظلمة بواسطة ابنِ الله، ولهذا السَّبب لهم الحق في الازدهار ونوال جميع البركاتِ الأخرى. المجدُ لله!
إنَّنا نسلك في الظلمة غيرَ ناظرين إلى النور العظيم الذي يشرقُ باستمرارٍ على الذين يؤمنون بالله، لأنَّنا نجهل ما منحنا إياه الشخص المحبُّ مجّاناً. وبالرَّغم من ذلك، عندما نتعلَّم عمّا فعله المخلِّص من أجلنا نبدأ حقاً في العيشِ بحريَّة. لكنَّ المأساة الحقيقيَّة تكمنُ في رؤية الكنيسة لأولادها يعيشون مثلَ الأشرار والضالّين، ولا يعكسون أو يظهرون الاختلاف الذي يجب أن يبيِّنهُ المخلَّصون.
لم تُدهِش الأمثلةُ الكتابيَّة، مثل يعبيصَ، (1 أخبار الأيام 10:4) الذين يخشون من وضعِ ثقتهم في إعلانات الربِّ. ولهذا، يبقون في الظلام حتى وإنْ دعوا أنفسهم بأنَّهم أبناء النور (1 تسالونيكي 5:5). لذلك، نريدُ أناساً أكثرَ مثل يعبيص. فيجب أنْ يكون هناك فرقٌ ما بين خدَّام الله والذين هم في الخطيَّة (ملاخي 18:3). حيثُ يعدُّ هذا واحدٌ من أفضل الطرق لإظهار السَّاكن فينا.
سيكون عليكَ أن تقرِّر إذا كنت تريد حقاً أنْ تعبد الله الذي بجلدته شُفينا (إشعياء 2:53). كما أنَّه يُعلن لنا بأنَّه لا يمنع خيراً عن السَّالكين بالكمال (مزمور 11:84). لذلك، افحصْ كيف تعيش في الآونةِ الأخيرة. فهل يرى فيك الضالّون الاختلاف؟ فإذا لم تكُن قادراً على ذلك، فكيفَ ستكون مستعدّاً لقول إنَّ يسوع يبدو كما تتحدَّث عنه، إنْ لم يكُن وفياً بوعوده في حياتك؟ لذا من الضروري العودة إلى أصلِ الإنجيل والإيمان بالربِّ.
هل يمكنك أنْ تؤكِّد رؤيتك للنور العظيم من خلال سلوكك ومواقفك؟ فإذا كنتَ قد رأيته، فهل استفدت منه لشفائكَ وتقديسكَ وازدهاركَ وتمتُّعكَ بكلِّ بركات الله؟ من الحكمة والصّواب التوقُّف عن خداع نفسك ورفض القدير. وعلى المؤمن المسيحي أنْ يتواجد عندَ أقدام المسيح وأنْ يكون مستعدّاً دائماً لاستخدام القوّة الإلهيَّة في كلِّ مكان وزمان يكون فيه الشرُّ حاضراً شخصيّاً. وهكذا سيتحقّق المثال، وسيكون تبشير الضالّين أسهل وأقوى.
أشرقَ النورُ على الذين يعيشون في أماكن رهيبة تُدعى بـ "أرض ظلال الموت" أيْ طبيعة الشيطان. ولن يكون هناك داعٍ أو عذرٍ للذين يعيشون هناك حتّى الآن، ويجب عليهم المغادرة إذا أرادوا استقبال النور. والآن، إنَّك تحيا وتحتمي تحتَ أجنحة القدير.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز