-
-
وَلكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي، يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ، عَبْرَ الأُرْدُنِّ، جَلِيلَ الأُمَمِ. (إشعياء 1:9)
ينبغي أن تؤمنَ كنيسةُ المسيح في الكتاب المقدَّس. لقد تحرَّر الشعبُ المقدَّس من الظلمةِ منذ مجيء يسوع. واليوم، يتمتَّع الذين يؤمنون في الربِّ بمكانةٍ سامية. فقد وهب اللهُ كلَّ شيء بغنى للكنيسةِ وحتى روحه القدّوس، ولا يمكننا البقاء صامتين أمام هجمات الشيطان بل أن نضعه في مكانهِ الصحيح، أيْ تحتَ أقدامنا.
في الأزمنةِ الأولى، وبعد موت رسل الربِّ الأمناء مع الاضطاد القاسي الذي قاده الجحيم في شخصِ الإمبراطورية الرومانية، أصبحت الكنيسة شريرة وحادت عن اتِّباع مثال يسوع لتضعَ قوانينَ بشريَّة من أجل مواجهة المُدافعين. وبالتالي، أدى ذلك إلى الخلطِ ما بينَ العقائد التي لا تحترم الوصايا الإلهيَّة. لذا، إنَّه الوقت المناسب للعودة إلى المحبّة الأولى والصحو التام والطاعة النقيَّة لوصايا إلهنا.
بدأ الألمُ بشكل مكثَّف مع مرسوم قسطنطين، الذي أسَّس الكنيسة الرومانيَّة ككنيسةٍ رسميّة للإمبراطورية. لذلك، كانَ على الذين يعبدون القديرَ في الحقيقة أنْ يتخلّوا عن تلك الكنيسةِ. كما قد كانت المسافةُ بينه وبين الإنجيل كبيرةً جداً، لدرجة أنَّ الضالّين سخروا من الطريقةِ التي كرَّموا بها الله. فأصبحت الممارسات التي يبغضها الكتابُ المقدَّس مدحاً وما احتقره الربُّ أصبح مقبولاً على أنَّه إلهيٌّ. وهكذا لم يعبدُ الربَّ الذين بقوا في التديُّن الفاسد.
الارتداد هي واحدةٌ من أكاذيب العدوِّ التي سادت. وبالرَّغم من ذلك في الآونة الأخيرة، يتمُّ إحياء الكنيسة الحقيقيَّة المكوَّنة من أولئك الذين سمعوا وآمنوا بالبشارةِ في جميع أنحاء العالم بدم يسوع وتحت قيادة الروح القدس. لذلك، لا تنخدع بالقصص الكاذبة من أيِّ شخصٍ، بل تمسَّك بما يقوله اللهُ لك من خلال كلمته وستكون مباركاً.
لقد حانَ الوقت للأرض التي أصبحت عديمةَ القيمة لاستعادة مكانتها المجيدة ورفض خطأها في البحث عن السّلطة السياسيَّة والعودة إلى كونها شولميث المحبوبة، التي بحثت عن عريسها في شوارع المدينة فعثر عليها حرَّاس أورشليم وضربوها (نشيد الأنشاد 7:5). أولئك الذين يحبّون الربَّ يتمُّ رفعهم لتولّي مكانتهم في الملكوت، فعندما تتولى الكنيسة موقعها فإنَّها ستقوم بالعمل وفقاً لمثال السيِّد.
إنَّ موقف الكنيسة التي حافظت على أمانتها هو موقف السيادة الكاملة. حيثُ يغذّيها الربُّ ويملأها بالقوَّة لنقلِ البشارة السارة إلى العالم، ولا علاقة لها بالجمعيات التي تتجمّع لزيادةِ عدد أعضائها، ولكنَّ الأمر يتعلَّق بقيادة الأشرار والهالكين ليولدوا من جديد ويتركوا خطاياهم ويتَّبعوا الطريق بجانبِ البحر. لذلك أنَّ عمل الله يختلف كثيراً عن عملِ الإنسان.
مهمَّة جليل الأمم هي أن تحبَّ الشعب. بعدَ ترك الأسلحة الماديَّة، يجب على الكنيسةِ أن تقود الذين يعانون من الشيطان ويضطهدهم إلى ملجأهم. يعيشُ الآبُ والابن في قلوب الذين يحفظونَ وصاياه.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز