رسالة اليوم

11/03/2017 - يُرَنِّمُونَ فِي طُرُقِ الرَّبِّ

-

-

"وَيُرَنِّمُونَ فِي طُرُقِ الرَّبِّ لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ عَظِيمٌ" (مزمور 138: 5).

إنهُ لمنَّ المُستحيلِ قِياسُ مَدى مَجدِ الرَّبَّ، فهو لا نِهايةَ لهُ. لأنّهُ الإلهُ القديرُ، والرَّبُّ الوحيدُ في الكونِ بأسرهِ. وهو خَالقُ كلِّ شيٍء - المَرئي والغيرُ مرئي. لذلكَ، لا يُمكنُ الوقُوفُ أمام قُدرتهِ، و إرادتهُ تَتحققُ دَائماً، ومَجدهُ لا يُوصفُ. فكلُّ شيءٍ عنْ الآب لا حُدودَ لهُ. ومنْ الذي يَسْتطيعُ الوقوف أمَام سُلطانهِ العَظيم؟  بَالطبع لا أحد! وأمَا نَحنُ، عِندمَا نَعملُ بِالكلمةِ وبتَوجيههِ، نَستطيعُ أن نَفعلَ مَا يُريد فعلهُ.

يَكشفُ الله لنا طُرقهُ - المُتقنة في كُلِّ شيءٍ- وكُلُ مَا يُقدّمهُ لنا الرَّبُّ، لا يُمكنُ لأيّ اِنسانٍ أن يَفعلُهُ. ولذَلك، فَطرقُ الرَّبِّ تَستحقُ الثَناءَ والشُكر. فَنحنُ بِها مُنتصرونَ عَلى العَالمِ، ومُلوك الأرضِ. ولِذلكَ يَجبُ عَلينَا تَقديمُ الشُّكرِ والتَسبيحِ للرَّبِّ الإلهِ، والتَرنُمَ لهُ ولطُرقهِ العَجيبةِ. حَسَنٌ هُوَ الْحَمْدُ وَالتَّرَنُّمُ لاسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ. فلنُمجّد ونُعظم يَسوعَ، فهو الطَريقُ الذي يَقُودنَا إلى السَّماء (مزمور 92: 1).

يَحصُل كُلّ من يَسلُك وفقَ التَعْليماتِ الإلهيةِ على نَفسِ النَتائجِ التي يُريدهَ الرَّبُّ الإله. لِذلك، يَجبُ عَلينَا ألاّ نَتركَ أيّ إرشادٍ قدْ أعَطانَا اِيّاه الرَّبَّ، لأنّهُ عِندمَا يَقودُنَا الآبُّ السَّماوي، يَفتحُ لنا طَريقاً من طُرقهِ لكي نَسلُك فِيهِ، ولا يَضعُنا أبداً في الطريقِ الخطأ لنَضعُف أو يَضيعَ إيماننا. أمَّا هَدفُ الرَّبِّ في إظهارِ الطَريقِ الصَّحيحِ لنا، فَهُو لكي نَحصُل على النَجاحِ في مَعارِكِنا مع العدُّو. لِذلك، لو اِتبعنَا تَعْليماتِهِ دَائماً سَننتصِرُ.

ليْس هُناك سرٌّ إلا ويَجعلهُ اللهُ مَعروفاً لأولئِك الذينَ يَفعلونَ مَشيئتهُ، ويَستخدمهُم لتَنفيذِ أعَمالهِ. ومن يَقْبل ويَفعلُ مَا يُطلب مِنهُ كمَا لو كانَ الرَّبُّ مَكانهُ، يَحصلُ على نفْسِ النَتيجةِ التي يُريدهَا الرَّب.

وإذا كَان هُناك أي سرّ، فَالرَّبُّ يُعطيهِ لنَا عِندمَا نَعرفُ الطَريقةَ الصَّحيحة للحُصولِ على النّعْمةِ. وعَدمُ العَملِ وفقَ "دَليل المَصنعِ"، الإرشَادُ الإلهي، يَعني الإلقاءُ بِأنفسِنَا في مَخاطِر أرضٍ مُظلمةٍ ومَجْهولةً.

لما عَليكُم الابتِعادَ عنْ الطُرقِ التي يُوضّحُها لكُم الرَّبَّ. فلا تَكُنْ نَاكراً للجَميل أو غَيرَ مُبالي، ولكنْ أكرمْ الخَالِق، وهَذا مَا فَعلهُ يَسُوع، وهُو الذي قَال: وَلكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَلُ (يوحنا 14: 31). فَكلّ وَحْيِ الرَّبِ وَصِيةٌ، لِذلك، منْ كانَ مُطيعاً للأمرِ الإلهي، سَيُبرهنُ أنّهُ واحدٌ مِنَ الذينَ يُريدُ الرَّبُّ أن يَسْتخدمهُم.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز