سَبِّحُوا الرَّبَّ، لأَنَّ التَّرَنُّمَ لإِلهِنَا صَالِحٌ. لأَنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسْبِيحُ لاَئِقٌ (مزمور1:147)

يبدأ هذا المزمور بترنيمة قويّة كتعبيرٍ عن الامتنان للربّ لِما فعله لشعبه. أولئك الذين لا يستطيعون فهم الدافع وراء تسبيحنا لله لم يختبروا العجائب الرّائعة من هذا الموقف البسيط والمجزي. التسبيح يشبه فعلَ الأكل، عندما نتناول الأطعمة نتغذى وتتجدِّد قوَّتنا. كذلك عندما نحمدُ الربَّ، فإننا ننتج كلماتٍ تسرّه وتمنحنا القوّة.

جيد أن نمجِّد اسم مخلّصنا. وهكذا تنفتح قلوبنا لتلقي المعرفة الأساسية التي تمكّنا من محاربة قوى الشّر. وبعد مرور بعض الوقت على تسبيح الله، نتحوَّل إلى محاربين منتصرين على كلّ ظلم. نتّزر بالسُّلطة عندما نتحدّث عن القوّة الإلهية.

إنَّ القيام بالأعمال الصّالحة يجعلنا مثمرين وناجحين. بهذه الطريقة نتمكّن من هزيمة قوى الظلام وتهديداتها. تفقد المعاناة التي يجلبها العدوُّ قدرتها على إحداث الضَّرر فينا، وفجأة نتمكّن من تدمير هجمات الجحيم ضدّ حياتنا. حسنٌ أن نحمدَ الخالق ونمجِّد عظمته. فالحمدُ لائقٌ وملذّ.

الربُّ هو الله. وبمساعدته سننتصر في المعارك ونترك بصماته في كلّ منها، لنثبِتَ أنَّ الآبَ قد حاربَ من أجل خدّامه وأعطاهم النّصر. لن يأتي وقتٌ تقرأ فيه: "لم يغلب النُّور الظلمة" أو "لم يغلب الحبُّ الكراهية". بل على العكس من ذلك، سنقرأ أنَّ الشَّيطان هُزم وخسِر موقفه. الله محبّة! إنه صالحٌ.

عندما تغنّي الحمدَ لله القدير، فإنك تمنع العدوَّ من مهاجمتك وتفتح قلبك للرُّوح القدس ليعلِّمك كيف تمتلك ما هو لك. إنَّ الحمدَ الحقيقي يأتي مباشرة من الربّ إلى قلوب أبنائه. ولهذا يمكنهم الفوز في المعارك ضدَّ العدوِّ. وبهذه الطريقة، يجلبون الفرح لله القدير من خلال الانتصارات التي يحصلون عليها باستخدام اسمه القدّوس والقوي.

إنَّ ترديد التّسبيحات يُرضي الربَّ، لأنه تعبيرٌ عن إيماننا. وهكذا تنفصل عن ضعفِ الجسَد، وعن التأثيرات الشّريرة، ومن ثم تتقوّى على الصّخرة. ابدأ مرنّماً عن الخير الإلهي؛ واشكره على أعماله وعلى محبَّته للذين يثقون في كلمته. عندها سترى أنَّ هذا هو كلُّ ما كان ضروريًا لتحويلك إلى الشَّخص الذي خلقك الله لتكونه. إنَّ غرضَ الآب لحياتك سامي جداً.

إنَّ تسبيح الله يرفعك أمام السَّماء. يجعلك منتصرًا. املأ نفسك بالقوَّة السَّماوية وستتحقق وعود الخالق في حياتك. هذا ما تحتاج إلى القيام به لإظهار إيمانك؛ لذا استمرَّ في محبَّة الربّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز