رسالة اليوم

21/09/2025 - ما هي الرّوح التي في داخلك؟

-

-

 

وَأَمَّا عَبْدِي كَالِبُ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَتْ مَعَهُ رُوحٌ أُخْرَى، وَقَدِ اتَّبَعَنِي تَمَامًا، أُدْخِلُهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي ذَهَبَ إِلَيْهَا، وَزَرْعُهُ يَرِثُهَا (العدد24:14)


إنَّ الطريقة التي تنفّذ بها مهمّتك لها أهمية كبيرة. فحتى عندما تطيع الربَّ، قد ترى الأشياءَ بطريقة مختلفة، وبفعل ذلك قد تضرّ نفسَك والآخرين. سيُرسل الشّيطان لك التّجاربَ بالتأكيد، لأنه يهدف إلى إبعادك عن الخطة الإلهية. لذا كُنْ يقظًا وساهراً دائمًا مواظباً على الصّلاة لاكتشاف والاستمتاع بإرادة الله الصّالحة والمرضيّة والكاملة (رومية 12: 2)

فضَّل كالبُ أن يكونَ روحُ الله سيدًا له عندما سارَ كجاسوسٍ في أرض الموعد. بالتأكيد حاول الشَّيطانُ المبالغة في حجم وقوَّة بني عَناق، لكنَّ كالب لم يقبل الخوفَ الذي فرضَه الشَّيطان، والذي من شأنه أن يجعلَ الشَّيطان نفسه قائداً لحياته. لقد نظر خادمُ الربّ بثباتٍ وجرأة إلى وعدِ القدير، الذي حدَّد أنَّ روح الله سوف يسكن قلبَه. هللويا

سمحَ الجواسيسُ العشرة الآخرون للخوفِ أن يستحوِذ عليهم، ولم يؤذوا أنفسَهم فقط، بل حمَلوا جماعة إسرائيل بأكملها أيضًا لتتذمَّر وتشتكي أمام القدير (عدد 13). وبالتالي، تاهوا في البرية لمدّة 40 عامًا (عدد 14: 28-35). يتحرّك العديدُ من الأفراد بطرقٍ ودروب لم يخططها الله لهم. لهذا يعانون من الهزيمة ويواجهون التّجارب. ينبغي العودة إلى الربّ.

أولئك الذين يسمَحون لأنفسِهم بأن يمتلكهم روحُ الخطأ لا يثابرون في طلبِ القدير وتبعيّته ويقضون أيامهم في المعاناة. وبالتالي يُزعجون أو يعيقون عائلاتهم والذين ينتظرونهم، بدلاً من دراسةِ الكتاب المقدّس. يجبُ كسر وحلّ هذه السَّلاسل التي سلّمت الانتصار للشّيطان. لقد أتيتَ إلى هذا العالم لتنفيذ خطة جميلة من الله، والتي يجب أن تتحقّق بنجاحك.

كان هناك حلٌّ لهذا الموقف الطائش من بني إسرائيل: التوبة الحقيقية والكاملة. لكنّهم لم يطلبوا المغفرة وكانوا عنيدين في أخطائهم. لهذا أراد الله أن يهلكهم، لأنهم سيكونون عديمي القيمة والفائدة في أيّ شيء آخر. لم ينفّذ الربُّ نيَّته لأنَّ موسى تدخل كوسيط، مشيرًا إلى نوع المهمَّة التي سيأتي يسوع لاحقًا لتنفيذها. استغلَّ الفرصة وعِش، لأنَّ المسيح جعل نفسه كفارة لكَ.

لقد قادَ الله كالبَ إلى الأرض التي مشى فيها كجاسوسٍ. وهناك هزم الشِّرير مباشرةً. مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ، فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِبًا.. (1 يوحنا 5: 10). انتبه إلى ردّة فعلك في مواجهة التجارب. ما فعله الله لكالب، سيفعله أيضًا للذين لا يستسلمون للتجربة. لا تسمح لأيّ روح آخر أن يسكنَ فيك سوى الرّوح القدس. وإذا لم تفعل إرادته حتى الآن، فتُبْ وابدأ الطاعة مباشرةً.

وهكذا عاش كالبُ ونسله في المنطقة التي غَرسوا فيها أقدامهم (عدد 14: 24). هناك منطقة خاصّة لك، تنتظرك ولن تُطرد منها أبدًا إذا آمنتَ بكلمة الربّ. ارفضْ عروض الشَّيطان ولا تسمح له بالدّخول إلى حياتك أبدًا، لأنّ الله اختارك لتكون ملكية حصرية له. فمع العليّ ستكون سعيدًا دائمًا.


محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز