رسالة اليوم

19/09/2025 - حقوقُ المَساكين والبائسين

-

-

قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ يُجْرِي حُكْمًا لِلْمَسَاكِينِ وَحَقًّا لِلْبَائِسِينَ (مزمور12:142)


لا ينبغي لأيّ إنسانٍ أن يعاني من ظلمِ الشّيطان، لأنَّ يسوع حملَها كلّها على الصَّليب. وهذا أحدُ الأسباب التي يجب أن تدفعنا إلى التّبشير بالإنجيل لكلّ الخليقة. سأل الربُّ إشعياء: «مَنْ أُرْسِلُ؟ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» فأجاب النبيُّ «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي». (إشعياء 6: 8). بالتأكيد، المؤمنون الذين ليس لديهم الرّغبة في مشاركة الحبّ الإلهي مع الضَّالين لم يختبروه بعدُ.

أفضلُ شيء يُمكن القيام به للبشرية هو إعلانُ الحقّ، وقيادة كلّ النّاس إلى الخلاص الذي أنجزه يسوع. كقسٍّ، أستطيع أن أقول واثقاً: إنّ تنفيذ إرادة الله هي الأهم. فعندما نرى الناس الضَّالين في خطاياهم وشرّهم يتجدّدون ويبدؤون في طاعة الربّ، تمتلئ قلوبنا بالفرح. فتخيّل ما يشعر به قلبُ الآبِ السَّماوي.

هناك أنواع عديدة من الظلم: الأفكار السّلبية، الخجل، التحريض على الخطيئة، نقصُ الموارد المادية، المشاكل العقلية، إلخ. ربما من بين كلّ مائة شخص، يوجد تسعة وتسعون تحت نوعٍ من الهجوم الشّيطاني. والأسوأ من ذلك: أنَّ في حياة معظمهم خطايا لم يعترفوا بها وستكون سبباً لدينونتهم إلى الأبد. يجب أن نكرّس أنفسَنا لمشاركة الخلاص بمزيدٍ من المَسحة، وإلّا ستكون هناك خسائر كبيرة.

أولئك الذين يستسلمون للشَّيطان معرَّضون لأيّ تجاوز. وإذا لم يتوبوا وإذا لم يولدوا من جديد، فسوف يظلون مضطهدين إلى الأبد من قبل الشّيطان. عملُ الله أكثر جدّية من الرَّسائل الإنجيلية التي يتمّ إعلانها بأمانة، لأنَّ هذه الرَّسائل تقود الأقل حظًا إلى نوال الغفران والخلاص، كلُّ ما عليهم فعله هو أن يرفعوا أيديهم ويقبلوا يسوع.

الإنجيلُ ليس ديانة فيها أجملَ التعاليم، بل هو أرضُ الحرّية الحقيقية. إنه المكان الذي تتحقق فيه وعود الله، حيث يمكن للمؤمنين أن يتمتعوا بحياةٍ كريمة وقويّة. لا تقلْ أبدًا أنّ "الإنجيل هو دينٌ يخلص"، بل "هو الطريق لإنقاذنا من الدّينونة الأبدية". ليس لدينا ديانة؛ نحن نتمتع بنعمة الربّ، التي خلقتنا ثانيةً في المسيح. ومن خلالها يكتمل الإنسانُ تمامًا.

من يقبل المسيحَ مخلِّصًا ويحفظ وصاياه يثبِتُ محبَّته لله، وبالمقابل يحبّه الآبُ والابن. لا يكفي أن نقولَ: "أنا أحبُّ يسوع". بل يجب أن نطيع الوصايا الإلهيّة. إذا فشِلنا في التبشير بالرِّسالة كما هي، فلن يجدَ الضَّالون الطريق إلى الحياة الأبدية. إنَّ إخفاء المطالب الكتابية أمرٌ خاطئ، لكن يجب أن نتحدَّث عنها وفقًا لإرشاد الربّ.

يجب مشاركة الإنجيل بثقة كبيرة مع جميع المتألمين والذين يحتاجون إلى الخلاص من الدينونة. وإذا آمنوا وتمسَّكوا بهذا الامتياز، فإنَّ العليَّ سيُعينهم ولا شكّ أنهم سيتحرَّرون. بالنّهاية لا يمكن لشخصٍ يمنحه الربُّ الخلاصَ ويهلك.

 

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز