-
-
فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ (متى29:14)
لقد علَّمَنا يسوعُ أنه قبل أن نبدأ ببناء برجٍ، يجب أن نجلس أولاً ونحسبَ التكلفة لنرى ما إذا كان لدينا ما يكفي لإنهاء العَمل. وإلّا سيستهزئ بنا الآخرون إذا لم ننتهِ منه. عندما يُعطينا الله مهمّة، يعطينا الوسائل لتحقيقها أيضاً. لكنَّ القوَّة الإلهيّة تحتاج إلى مادة خام - إيمانك - لتنفيذِ العَمل. نتلقّى هذا الإيمان من خلال الاستماع للكلمة (رومية 10: 17). وهو جوهرُ الأشياء التي نرجوها.
لقد سألَ بطرسُ بشكلٍ متسرّعٍ ما إذا كان الشَّخص الذي يمشي على مياهِ البَحر هو يسوعُ حقًا. ثمَّ أردفَ قائلاً أن يأمره بالسَّير على الماء نحوَهُ إن كان حقاً هوَ. كان التلميذ في ارتيابٍ وكان إيمانه ضئيلاً؛ ولكن إذا آمنَ، فسوف يمشي على المياه أيضًا. لم يقِس تكلفة هذا الحدث غير المسبوق وأطاع المعلّم. سارَ على المياه إلى أن لاحظ الرِّيح والأمواج. ثمّ خافَ وبدأ يغرق.
سارَ كما ينبغي في البداية لأنه وثِقَ بالكلمة التي تلقاها ومشى حيث لم يذهب أحدٌ غيره. ولكن عندما نظر إلى الظروف، انفصلَ عن صوتِ يسوع وشعر أنه سيهلك. كم من الناس فعلوا شيئًا مشابهًا بعد أن آمنوا بالله؟ عندما تأتي التجارب وهجمات الشِّرير، يعتقدون أنَّ المرضَ سيعود ويزول التصميم على شفائهم بالإيمان. ثمَّ يعود الشَّر حقًا.
هل تعتقد أنه لو لم يغرق بطرسُ، لكان إيمانُ الكثيرين قد تقوّى؟ إذا لاحظنا مثالَ الذين ساروا مع المعلم باستمرار، فإنَّ العديد منهم تجرّأوا على البدء بخطوةٍ الأولى. لكن ما يزيد إيماننا ليس المثال الصَّالح لشخصٍ ما، بل الفهم الذي نتلقاه عندما نلاحظ الكلمة الإلهيّة. من الضَّروري أن ننمو في الإيمان وفي معرفة الله وحقوقنا في المَسيح لنكونَ مرضيين عنده.
لا يُمكن ليسوع أن يسمحَ لبطرس بالذّهاب إليه لو كان ذلك أمرًا مستحيلًا للذين يؤمنون. وبالمثل لا يمكن أن يسمحَ لك بالمرور بأزمة ما لم يكن إيمانك كافياً لمواجهتها والتغلّب عليها. لكنَّ القوّة الإلهيّة تحتاج إلى تصميمِنا حسبَ الكلمة حتى تعمل. لذلك يجبُ أن نكون في شركة مع الآب، من خلال الصَّلاة والصَّوم، لأنّ جيوشًا من الشياطين لا تخرج إلّا بهذه الطريقة.
فعلَ التلميذُ ما ينبغي فعله: صرخَ طلبًا للمُساعدة. والذين لم ينتصروا يجب أن يكونوا صادقين أيضاً. فعندما رأى الملكُ آسا أنَّ زارح ملك إثيوبيا قد جاء ليحاربه بعددٍ مضاعفٍ من الجنود، أدركَ أنه سيُهزم إذا لم يتلقَّ معونةً من الله. فصرخ آسا إلى القدير وحصلَ على استجابته (2أخبار الأيام 14: 9-12). إذا لم تحسبْ جيدًا ولن تتمكن من إنهاء العمل، فاصرخ لله طلبًا للمساعدة. القدير يسمع ويستجيبُ.
كم من الخطط وُلِدت في قلب الربّ، لكنَّها لم تتحقق لأنَّ الناس لم يلاحظوا تهديداتِ الشَّيطان؟ علينا أن نستوعب الدّرس الذي تعلّمه بطرس: لا تراقب الظّروف! لقد وبّخ الربُّ التلميذ الذي شكَّ. ثمّ عادَ بطرسُ إلى السّفينة مع الذي يأمر الرّياح والبحر فيطيعانه. افعلْ الشَّيءَ ذاته.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز