فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ تَعَجَّبَ، وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا! (متى11:8)

كان هناك قائدٌ شريفٌ في الجيش الروماني أكثرَ من ورثة الوَعد. ورغم أنَّ ذلك القائدُ كان غريباً، إلّا أنه اقتربَ من الربِّ الإله بطريقةٍ صحيحة، ناظراً إلى يسوع وفاحصاً الأسفارَ المقدّسة. يا له من درسٍ! من ينظر إلى المعلِّم يصبح حكيماً مُستخدِماً للكلمة بشكلٍ جيّد؛ شخصاً يفاجئ الربّ. لقد تمكّن من الحصول على كلّ ما يطلبه العليّ لتلبية احتياجاتهِ.

عندما سمِعَ قائدُ المئة أنَّ يسوعَ دخل المدينة، شعرَ أنه يستطيع أن يعرضَ مشكلته عليه. فاتّبَع طريق الإيمان دون إضاعة الفرصة. يأتي اللقاء مع الربّ بالإيمان بالكلمة. يزورنا المَسيحُ إذا فهمتْ قلوبُنا النصَّ المقدّس. والدّليل هو الفرحُ الذي يغمرُ قلوبنا. عندئذٍ سوف نتلقى الإجابة إذا صلّينا. ولكن قبلَ أن نشعر بهذا الفرح، لا تصل صلواتنا إلى الربّ.

لقد أدركَ ذلك القائد أنَّ كلمة بسيطة يمكن أن تشفي خادمه. إضافة إلى امتلاكه لإيمانٍ يفوق إيمان كلّ إسرائيل، كان عليه أن يضَع إيمانه موضع التنفيذ. وعندما حانتْ اللّحظة المناسبة، فتح قلبه للسيّد قائلاً أنَّ الشَّلل والعذاب الذي يعانيهِ خادمه يتوقف حالاً إذا نطق المخلِّص بكلمةٍ واحدة فقط. لقد قالها الربُّ فعلاً وشُفي ذلك الشَّاب. هللويا

تعجَّبَ يسوع عندما شرحَ القائدُ ما تعلّمه من الرُّوح القدس. يجب أن يكون لديك مثل هذه اللّحظة مع ابن الله من خلال القيام بما أمرك الله بفعله. قد تكونَ تحتَ أشدِّ التّجارب. ولكن عندما تنطقُ بما تعلّمته في "مدرسة الروح القدس"، فإنك تتفوَّق على الجميع وتتلقى الاستجابة من الله. هناك العديدُ من الناس يحتاجون إليك لتنمو في الإيمان وتقوم بالخدمة التي أعطِيتْ لك. سيُكرمك الآب السَّماويّ.

لا تخجل من الأشخاص المعروفين بالقوّة الرُّوحية، لأنَّ العليَّ أعطاك الوسائل لحلِّ أيّ مشكلة. قال يسوع أنه لم يرَ مثل هذا الإيمان حتى في إسرائيل، حيث كان الناس يعيشون لدراسة الكتاب المقدَّس وخدمة القدير. اذهب وأظهر ما تلقيته من السَّيد لأنه علّمك لغايةٍ. أكرمه بفهمك. صلِّ وافعل هذا الآنَ.

نريدُ الجلوسَ على المائدة مع إبراهيم وإسحق ويعقوب، حيث يتم تقديم الطعام الرُّوحي بوفرة للجميع. لم تعُد هناك جنسيّة مفضَّلة مع مجيء المَسيح إلى العالم، طالما أنَّ غير المؤمنين يقبلون الرِّسالة. عندما تتعلم من الله، تصبح أكثر تميّزًا ممَّا يمكنك تخيّله. لا تخيّب أمله باحتقار دروسهِ.

تلقى القائدُ الفهم من العليّ. هذه هي صيغة النّجاح. لا تقع في فخاخ الأديان. استخدِم فقط ما يعلِّمك إيّاه الرُّوح القدس عندما تستمِع وتتأمل في الكتاب المقدَّس. هكذا فعلَ أبطالُ الكتاب المقدّس العجائب. إنَّ تعاليم الربّ تؤهلك لتكون منتصرًا في معاركك، سوف تتلقى حسبَ إيمانكَ حتى لو بدتْ أصعبَ المعارك.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز