-
-
كُفَّ يَا ابْنِي عَنِ اسْتِمَاعِ التَّعْلِيمِ لِلضَّلاَلَةِ عَنْ كَلاَمِ الْمَعْرِفَةِ. (أمثال27:19)
عندما نتلقى تعليمًا عن شيءٍ ما، يجب أن نفهمَ أنَّ الهدف هو ألّا يَهزمنا العدوُّ. ورغمَ ذلك نميل إلى الاعتقاد بأنّنا سننجو لأنّنا صالحون. هذا ليس ما يقوله الربُّ في الكتاب المقدَّس. يقول إنّ التعليم يأتي لنا لحفظ كلماتِ المعرفة. وبالتالي ما دُمنا قد خلَصنا، فقد أعطانا العليُّ ما نحتاجه لطاعتهِ حتى نهاية رحلتِنا.
التعليمُ الذي يقودنا إلى النَّصر هو تحذيرٌ لنا لئلّا ننحرفَ عن الكلمات الإلهية. إنها مساعدة إضافية من الله. هناك سببٌ لتحذيرنا من الكلمة: اصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ (1 بطرس 5: 8). يجب أن نقاوم العدوَّ باستخدام قوة الربّ باسم يسوع. عندها سيهربُ الشَّيطان من أمامنا (يعقوب 4: 7).
إنَّ حفظَ كلماتِ المعرفة هو أمرٌ مباشر من الله. من لا يطيعها سيشهد أشياءً مروّعة. من يبتعد عن النّور يسقط في الظلمة ويصبح عرضة لهجمات الشَّيطان. إنَّ التّصريحات الكتابية توفر لك الاستنارة وتمنحك القوّة والحماية. ليس من الحكمة أن تحتقر الخيرَ وتُسلم نفسك للشرّ.
لا يهم كيف تتصوَّر التعليمات التي تتلقاها. قد تكون واحدة من آخر الأشياء التي يستخدمها الله ليفتح عينيك - عملٌ من أعمال الرَّحمة. عندما يراك على وشك التعرَّض لهجوم من الشّيطان، يساعدك الربُّ بطريقة خاصة. وإذا استمرّيت في احتقار حكمته، ستهلك لا محالة. وهي لا توجد لتبرير خطأك، بل لتوجيهك إلى الحكمة.
الابتعادُ عن الحقِّ ليس دائمًا شيئًا نقرّره أو نخطط له. يحدث ذلك عندما نتأثر بالشّيطان؛ لذلك يجب أن نرفضَه. من لا يتصرَّف وفقًا للكلمة، يقع في الخطيئة. إضافة إلى منحِنا الرفاهية، فإنَّ تعليمات العليّ هي تحذير لنا للعودة إلى حبِّنا الأول. إذا اتبعتَ طريق الظلمة، فسوف تمرُّ بضيقاتٍ وآلام. والطريق للخروج هو الابتعاد عن الطرق الملتوية.
يحذِّرنا الربُّ من المخاطر المُحيطة بنا بسبب رأفتهِ. إنَّ سِحر الثروة، وهموم الحياة وغرور العالم تجعل الكلمة غير مثمرة فينا (مرقس 4: 19). إذا لم نرفض هذه الأشياء الثلاثة، فستستمرُّ في إغرائنا وجرِّنا بعيدًا عن حضرته. وبالتالي، سيكون هناك وقتٌ نستسلم فيه ونخسر المعارك. هناك العديد من المخلّصين الذين لم يعُد بإمكانهم مقاومة التجارب.
افحص قلبك في كلِّ مرَّة تتلقى فيها تحذيرًا من الله. كُنْ واعيًا لخطئك، وانحني عند قدميه، واعترف بخطاياك واقبل رحمته اللّامتناهية. وهكذا ستعيش كما في الأيام التي خلصتَ فيها، عندما سارت كلُّ الأمور على ما يرام، وصنعَ الآبُ العجائب لصالحك. الربُّ هو نفسه (عبرانيين 13: 8)؛ لذلك ارجع إليهِ.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز