قوة الإيمان

إنَّ دراستنا تؤكِّد تعليم بولس عن الآية المذكورة أعلاه. وسوف ندرسُ ما كتبه حتى لا نفوّت الوحيَ الموجود في الآيتين 20 و21. فقد أكَّدَ الرَّسول أنَّ الله قادر أن يعملَ أكثر ممَّا نطلب أو نفتكر. وإذا قبلت هذا في قلبك وتأمّلت فيه، فإنَّ إيمانك سوف ينمو إلى الحدّ الذي يجعلك ترى الربَّ يسدّد احتياجاتك.

هذا يدلُّ على أننا فقدنا الكثير من الأشياء. فبسبب افتقارنا إلى المعرفة والإيمان، لم يفعل الله لنا الكثيرَ من الأشياء التي نطلبها أو نرغب نوالها منه. إنَّ الربَّ يباركنا فقط عندما نمتلك الإيمان. ولكن إذا لم نفهم الكلمة، فكيف نستطيع أن نفتح له الطريق ليعملَ؟ يجب أن نخوض معركة للتخلّص من عدم الإيمان الذي يعيق العملَ الإلهيَّ في حياتنا.

هناك وحيٌ عظيمٌ في الآية 20. يقول الرُّوح القدس من خلال بولس أنَّ الربَّ قادرٌ أن يعمل أكثر ممَّا نطلب أو نفتكِر. ليس من الضَّروري أن يمنحك الله القوَّة للقيام بالخير الذي تطلبه أو تفكر فيه، لأنه قد أعطِيَ لنا مسبقاً. ينتهي بنا الأمرُ إلى عدم امتلاكِ هذا لأننا لا نفحص الكلمة بعنايةٍ.

لماذا لا نؤمن بالله العليِّ ونحرك أنفسَنا لتحقيق وعوده؟ يسمحُ الله العليُّ لرغباتنا بأن تصبح حقيقة؛ يجب علينا فقط أن نأمر بتحقيقها. وبما أنّه وضع قوَّته في حياتنا لتحقيق إرادته، فإنَّ الأمرَ يعتمد علينا فقط لإتمام عمله. بمجرَّد أن تفهم هذا، ضَع نفسك في الموقف المناسب وأعلن بركتك.

يضمنُ الآبُ السَّماوي صلاحَه علينا. لذلك آمِن كلّما صليتَ، ولا تشكّ في قلبك! سوف يفي بطلباتك بمجرَّد أن تثقَ تمامًا ممّا يقوله الله في الكلمة عن حقوقك، لأنه يُكرم وعوده الخاصّة دائمًا. ستعملُ قوَّته فيك حسبَ كلِّ ما تُعلنه.

تقول الآية 21 أنه يجب أن يكون هناك مجدٌ في الكنيسة، جسَدُ المَسيح. كلُّ من خلَصَ هو عضوٌ في هذا الجسَد. لذلك يجب أن تمتلئ شفتاك بالتّسبيح لتمجيد الله. كُنْ على يقين من أنَّ قوَّة العليّ ستفعل شيئًا لصالحك. بالنِّهاية لم يقلْ الله شيئًا لم يحدث في حياة الذين يؤمنون به. ولكن عدم فهم الكتاب المقدَّس يعيقُ عمله في حياة المخلّصين.

تقولُ الكلمة أنَّ العملَ الإلهي لن يتوقف، بل ستثبُتْ كلّ أعماله لأنّه الإله الحقيقي البارّ الصَّالح. سيحدثُ هذا في كلِّ الأجيال، إلى الأبد. وإذا بقيَ العالم لمدة ألف عام، فآمِن: سيُكرمُ القديرُ ما أعلنه. آمِنْ الآن واستمتِع بما هو أفضل.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز