-
-
إِنِ اتَّقَيْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمُوهُ وَسَمِعْتُمْ صَوْتَهُ وَلَمْ تَعْصُوا قَوْلَ الرَّبِّ، وَكُنْتُمْ أَنْتُمْ وَالْمَلِكُ أَيْضًا الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْكُمْ وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ (صموئيل الأول14:12)
إنَّ مخافة الله هو أحدُ أكثر المواقف المباركة التي يمكن أن تتحلّى بها. يجب أن نقدِّم أنفسنا له كخدّام مستعدين لتنفيذ أوامرِه دائمًا، كما حدث مع جنود داود عندما تنهّد طالباً ماءً من بئر بيت لحم (1 أخبار الأيام 11: 11-18). لأنّها تجلب الرَّاحة لمن يشربها، ولكنها أيضًا محنة للذين دُعوا ليكونوا بقربِ رجل الله، كخدّام للربّ.
إنه لشرفٌ عظيمٌ أن نكونَ خدامًا للربّ القدير ومسؤوليّة أن نُدعى للقيام بعملهِ. لا يُمكننا أن نتصرّف كملائكة لم يحفظوا رياستهم، وبالتالي أضحوا ينتظرون الدّينونة كأسرى في سلاسل الظلام (يهوذا 1: 6). سيحدثُ ذاتَ الشّيء مع الذين تخلّوا عن مهمّتهم أو احتقروها. لذلك تجنّب الإدانة وأوفِ بالتزامكَ شاكراً.
لقد صرنا خدامًا للعَمل الإلهي، وهو أهمّ عملٍ في الكون. قال الله أنه لا ينبغي لنا أن نكمّم ثوراً دارِساً (تثنية 25: 4)، إذ يجب أن يتمتعَ بإنتاجهِ أوّلاً. وهذا يدلُّ على العناية التي يوليها الآبُ لكلّ من يدرس الحبوبَ في عملهِ. امتلك البركات التي يمنحك إياها وبارك الآخرينَ.
يجب أن نستمعَ لصوتِ الربّ ونشارك الكلمة مع الآخرين. لكن في كثيرٍ من الأحيان لا ننتبه إلى ما نخدمه بسبب خدعة من الشَّيطان. فعندما نخدم فإنّنا نشارك خبزنا؛ ولأنّ الأمر كذلك، فمن الضّروري أن ننتبه أكثر. وإلّا سنخطئ إذا لم نكن يقظين بشأن رسالة الخلاص. فالله ليس مشابهاً لأسياد هذا العالم الأشرار، الذين يستخدمون موظفيهم لإثراء أنفسِهم ولا يهتمّون حتى باحتياجاتهِم.
جيّد أن نتعلّم احترام إرشاد العليّ وألّا نتمرَّد على صوته أبدًا لأنه صاحبُ السِّيادة. وإذا تكلم الآبُ، فسوف يتمّم إعلانه إذا آمنتَ فقط (يوحنا 11: 40). اليوم هو اليوم الذي عليك أن ترفع فيه رأسك وتبدأ في خدمته بالرّوح والحقّ. لم يباركك الله فقط لتكون ناطقًا باسمهِ، بل لتكون أيضًا شريكًا له في التمتّع بالعجائب. الربُّ صالحٌ لجميع الناس (مزمور 118: 1).
يجب أن يكون هذا هو موقفك تجاه قائدك. بالتأكيد لا يستخدمه العليّ كعبدٍ، بل كخادمٍ ينجح ويرضيه. كُنْ شخصاً حسبَ قلب الله. لا تقلِّل من شأنه وتسمّيه سيّدًا سيئًا، بل اكرز وآمِنْ أنه صادقٌ وكريم. سيكون الربُّ لك بالحجم الذي تسمح بهِ. هللويا
يجب أن نتبع الله ولا نتمرَّدَ عليه كما هو مكتوبٌ في الآية الرَّئيسية لهذه الرّسالة. فإنّه يمضي أمامك عندما يعطيك مهمّة، ويترك وراءه الهدايا على طول الطريق، حتى تتمكن من إدراكها وتسدّد كلّ احتياجاتك.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز