رسالة اليوم

08/09/2025 - قرارٌ يَضمنُ الانتِصارَ

-

-

 

حَسَبَ كُلِّ مَا سَمِعْنَا لِمُوسَى نَسْمَعُ لَكَ. إِنَّمَا الرَّبُّ إِلهُكَ يَكُونُ مَعَكَ كَمَا كَانَ مَعَ مُوسَى. (يشوع 17:1)

بعد مرورِ 40 سنة على رحلة البريَّة التي حدثت بسببِ عدم إيمانهم بالربِّ، كان العبرانيّون مستعدّين لعبور الأردن والدُّخول إلى أرضِ الموعد. وقد فهموا خطورة المهمَّة التي سينجزها الله من خلالهم فتصرَّف آباء وأمهات العائلات بطريقةٍ صحيحة، واثقين بما حدَّده القدير. متى سيتوقَّف شعب الله عن التجوُّل هنا وهناك والوثوق به؟

تمَّ اتِّخاذ قرار الثقة في القائد الجديد الذي أقامهُ القديرُ لامتلاك أريحا. وعلى ما يبدو أنَّه لم تكُن هناك شروط لامتلاك تلك المدينة ذات الأسوار العالية والجيش المزوَّد بالسلاح وشعبها. لكنَّ خدَّام الربِّ لم يتجرَّأوا على الشكِّ في الشخص الذي اختاره الله، لأنَّهم تذكَّروا العقود الأربعة التي جالوا بها في البريّة عندما شكّكوا في موسى. وتعلَّموا بعدَ مدرسة واسعة وتعليم مكثَّف كيف يضعون ثقتهم بالذي يقول الحقَّ فقط.

يجب أن يتعلَّم هذا الدرس جميعُ الذين يريدون العيشَ في السماء. لو لم يصغِ العبرانيّون لروح الربِّ، لَمَ أمرهم الله ولمَ دخلوا إلى أرضِ الموعد. لن يخلف الربُّ بوعوده، فكلُّ ما تعلنه الكلمة هو لك. لذا، لا تقبل فكرةَ عدم تحقيق كلمته في حياتك.

يُعدُّ الذين يقومون ضدَّ الحكمة الحقيقيَّة أبناءً غرباء وسيخسروا الحروب التي كان يجب أن ينتصروا فيها بسبب مواقفهم السيِّئة، حتى لو كانوا يعيشون في وسطنا، فكلُّ شخص مسؤول عن نجاحه وفشله. حيث إنَّ الابتعاد عن قطيع الربِّ يسبِّب الإحباط والهزيمة، لذلك من الأفضل أن يسهرَ الشخصُ ويصلّي!

من الضروري مباركة الذين يدعوهم الله لقيادة عمله لأنَّ إحدى طرق إبليس في إهلاك الشعب المقدَّس هي إبادة قائدهم، فيجعل الجماعة تبتعد عن القدير. كما أنَّ الصلاة من أجل القيادة تساعدهم على البقاء في الطريق المستقيم والضيق. يبحث كلُّ الذين يحيدون عن القدير عن اهتماماتهم الخاصَّة. لكنَّ القرار الحكيم الذين اتَّخذه العبرانيّون في ذلك اليوم جعل الشعب يسيطر على كنعان.

يعلم الربُّ سبب اختياره للقادة، فيضعهم في مراتب أعلى من جميع المسؤولين عن خدمات الكنيسة وفي القمّة. لكنْ عندما يطالب أحدهم باستقلاله يتمرَّد بذلك على الحكمة ولن يقف على قدميه مجدَّداً، وسيعاني من أسوأ اللحظات وسيسلك بخطواتٍ كبيرة نحو الهلاك، حتى توبته بكلِّ قلبه.

تسقط المملكةُ المُنقسمة ويأتي يوم الدينونة في النِّهاية. ثمَّ ماذا سيقول المتمرّد فيما يتعلَّق بالهزائم التي عانت منها الكنيسة بسببه؟ ألم يكُن من الأفضل اتِّباع مثال الإسرائيليين في ذاك اليوم؟ فقد علموا كم أنَّ عصيان الربِّ أمر رهيب. إلَّا أنَّ موقفهم الحسن أنجحهم وأنجح أبناءهم وبناتهم.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز