رسالة اليوم

07/09/2025 - خطيَّةُ التمرُّدِ

-

-

 

إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ، وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ، وَالرَّبُّ مَعَنَا. لاَ تَخَافُوهُمْ». (العدد 9:14)

أعطى الربُّ دليلاً واضحاً عن محبَّته وإحسانه نحو شعبِ إسرائيل، وأخرجهم من مصرَ. وقد تعاملَ الله عن طريق تطرية قلب فرعون إلَّا أنَّه تقسّى كثيراً، لكنَّه عمل كتحذيرٍ للذين ليسوا مع الحقِّ، فتخلّوا عن وصايا الربِّ الطاهرة والمقدَّسة وخافوا العدوَّ. حينما نقلَ الجواسيس في ذلك اليوم الأخبار السيّئة، حذَّرهم يشوع وكالب من عصيان الله، لكنَّهم لم يصغوا.

أصرَّ يشوع وكالب بأنَّه لا يجب على أحدٍ أن يخاف من شعب تلك الأرض، لكنَّ الطريقة التي تحدَّث بها العشرُ جواسيس قد أرهبت شعب العبرانيّين. اِعلمْ أنَّ القدير لا يخطئ أبداً ولا يتخلّى عن وعوده وهو مستعد دوماً للإصغاء إلى الذين يؤمنون بكلمته. لذا، تمسَّك بهذه الحقيقة الراسخة ولا تُضعِف ثقتك في الربِّ واتكالك عليه لأنَّه لا يخطئ أبداً.

بناءً على قول الخادِمَين الأمينَين إنَّ حجم أولئك العمونيِّين كان مثل حجم الخبز لبني إسرائيل. وكذلك الأمر، فعندما تعترض طريقك مشكلةٌ خطيرةٌ عليك أن تثقَ فوراً وكليّاً بالقدير الذي سيشدِّدك بكلِّ الوسائل اللّازمة لحلِّ كلِّ مشكلة. لذلك، سيتمُّ أيضاً تزويدك بالقوَّة عندما يحين وقت المعركة. فإنَّ الربَّ يعلم كيفيَّة التعامل الأمثل مع الذين يثقون به ويتَّكلون عليه. والآن، لا يجب أن تُعتَبر خائناً له تحت أيِّ ظرف كان.

إنَّ الإيمان الذي أظهره كالب ويشوع فاقَ إيمان الآخرين. ولأنَّهما رأيا الأمر بعينيّ الربِّ فقد لاحظا بأنَّ قوَّة تلك الشعوب التي جعلتها عظيمة بسبب هذه الأسوار المُحصَّنة قد تخلَّت عنهم بالفعل. إنَّ الله كامل، لذلك واجهْ كلَّ شرٍّ يهدِّدك وابتسم. وعندما يأتي العدوُّ على حياتك، سيجرِّده القدير من كلِّ سلطة ويعطيك القوَّة للانتصار.

حصلتْ أجمل لحظة عندما أعلن يشوع وكالب بأنَّ الله معهما. ما الذي يحتاجه المرءُ أكثر من وجود الربِّ معه؟ وما الذي يمكن توقعّه من العدوِّ إنْ كان القدير إلى جانبك ويحارب عنك؟ انظرْ الآن إلى الشرير الذي يُخيفك ويُرعبك وأخبره بأنَّك لن تستسلم أو تنحني له ولن تقبل تهديداته. ومن ثمَّ اذكرْ اسمَ يسوع وقيِّد الشيطان الواقف خلف ما يحدثُ لك وأعلنْ أنَّك مخلَّصٌ بالكامل.

إذا كان الله قد وهبَ الأرض لبني إسرائيل، فلماذا يخشون العمالقة الساكنين فيها؟ أليسَ هذا شكٌّ في الربِّ؟ بالطبع إنَّه كذلك، ولذلك عليهم ألَّا يقبلوا بذلك التقرير السيّئ. تمرَّد العشرُ جواسيس على الأمر الإلهي عندما أخبروا الشعب باستحالةِ الصعود وامتلاك تلك المنطقة. وليس من حقهم تكذيب الأمين والحقيقي.

إنَّ الأشخاص الذين يمتلكون أعيُناً ورؤية نقيَّة لن يتمَّ إبعادهم عن خطَّة الله بسبب أيِّ تهديد من العدوِّ. لكنَّ الذين يسمحون للخوف بالتغلُّب عليهم أو يرتكبون أخطاء أخرى، فلن يقدروا أن يؤمنوا بتعليماتِ القدير وسيتمُّ هزيمتهم. إذن، لا تدعْ الشرير يخدعك بأكاذيبه وحيله.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز