-
-
وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ». (متى 27:17)
كان توجيهُ المعلِّم لتلميذه واضحاً وبسيطاً، وقد أعطاه إيّاه دون أيِّ توقُّف للتفكير وضَمنَ دفع الجزية (متى 24:17-25). فعليه أن يذهبَ إلى البحر ويصطاد في المياه الكثيرة والتي تمثِّل ملكوت الله وتُعدُّ رمزاً للكلمة الإلهيَّة، وهي ضروريَّة لكليهما لدفعِ الجزية. كم نخسر أحياناً بسبب عدم بحثِنا في بحرِ الله، الذي نحتاجه لئلّا نُحزن الآخرين؟
يجب أن تكونَ قلوبنا واضحة وواثقة: لا يريد الربُّ أيَّ انحراف عن عمله أو أيَّ تهرُّبٍ ضريبيٍّ. فحتى لو لم تكُن هناك حاجة، إلّا أنَّه علينا أن نحترم التزامنا بالوفاءِ بواجباتنا. يحتاجُ "قيصر" للموارد للحفاظ على بُنية الأمم، وسينتفع الجميعُ من هذه الطريقة. حيثُ ستحدث عثرةٌ إذا ساوت الكنيسة نفسها مع أولئك الذين يسلكون بالطرقِ الملتوية.
كُن منتبهاً لما سيفعله الربُّ بمجرَّد طلبك لمعونته، لأنَّها ستكون أفضل طريقة للتقدُّم في جميعِ الأحوال. لقد أعطى يسوعُ بطرسَ تعليمات واضحة ومّما لا شك فيه هو أنَّه سيعطينا إياها أيضاً. وفي تلك الحالة، تمَّ استخدام سمكةٍ لاحتوائها على ما يكفي لدفعِ الجزية. فقد سبقَ واستخدم اللهُ غراباً ليزوِّد إيليا باللحم والخبز لسدِّ حاجاته. وبلا شكٍّ، تمَّ تسجيل الأداة التي اختارَ القديرُ استخدامها في الكلمة.
كان لا بدَّ أن تكون هناك منافسة حقيقيّة في البحر في ذلك اليوم. وقد فهمَ السمكُ الموجود في تلك المياه بأنَّه يجب أن يبحث في العمقِ وأن يكون تلك السمكة التي سيصطادها بطرس. ولم يستطِع التلميذُ في ذلك الوقت استخدام شبكة أو أيَّة وسيلة صيد أخرى، بل صنَّارة. إذن، احذر من فعل أمورٍ بخلاف ما تمَّ إخبارك عنها. موسى على سبيل المثال، لم يصغِ لأمر الربِّ عندما ذهب لإخراج الماء من الصخرة في المرة الثانية، وفعل ما لا يجب فعله وتمَّ استبعاده.
تمَّ منع كل الأسماك ما عدا سمكة واحدة من عضِّ طُعم بطرس، حتى لو أرادت تلك الأسماك خدمة الله. وهذا يُظهر فقط الترتيب الكامل والدقيق لكلِّ الأشياء في ملكوت الله. حتى أنَّ السمكة تمَّ تعليمها فيما يتعلَّق بما يجب أن تفعله. لذا، سيكون عظيماً لو توقَّفت جميع خطط الإنسان وعصيانه في الكنيسة! وبلا شكٍّ أنَّ الكنيسة ماهرة في تحقيق وإتمام خدماتها. اسأل داثان وقورح وأبيرام عن الثَّمن الباهظ الذي يدفعه المتمرِّدون، ماذا سيقولون؟
يجب أن تكون السمكة الأولى التي يصطادها بطرس هي تلك التي تحتوي على المال. ولو أتت واحدةٌ ثانية بلا شيء، فلن تكون كلمة المسيح صحيحة، وبالتالي كيف سيثبت قدرته؟ لا يظهر هذا فقط بأنَّه ربُّ الإيمان، لكنَّه يعرف أيضاً بأنَّ كلَّ الخليقة تُطيعه، لكنَّ ما يؤسف هو أنَّ هذا الأمر لا يحدث بين الناس. الرحمة! نحن الأسوء من بين جميع المخلوقات التي خُلقت لإطعامنا! ليرحمنا الآبُ!
سيكونُ هذا الصيد شاسعاً وعلى بطرس فتح فم السمكة الأولى لسدِّ تلك الحاجة ودفع الجزية عن الربِّ وعنه. يُمكن أن يكون الصيد عظيماً حقاً في بحر الوعود الحقيقي، لكن يجب اتِّباع التعليمات بحذافيرها لئلا تحتاج.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز