رسالة اليوم

05/09/2025 - صَوتُ أعْمالِ اللهِ

-

-

 

«فَيَكُونُ إِذَا لَمْ يُصَدِّقُوكَ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ الآيَةِ الأُولَى، أَنَّهُمْ يُصَدِّقُونَ صَوْتَ الآيَةِ الأَخِيرَةِ. (الخروج 8:4)

هناك نعمةٌ رائعةٌ في الأعمال التي يفعلها الله، ولا يدركها في كثير من الأحيان الذين يتمتَّعون بها. ولكونها أعمالاً إلهيَّة فهي تجلُب دروساً قيّمة للذين يدرسونها ويؤمنون بالقدير. فكلُّ الذين يرغبون باستقبال إرشادات الربِّ سيفهمون عند التفكير في أفعاله في العديد من الأمور الهامَّة والتي ستكون في المستقبل نافعة لهم وللذين يحتاجونها. كما أنَّ كلَّ ما يفعله الله حيٌّ وفعَّال ومفيد والأفضل ولا يُمكن عدم إتمامه.

تمتلك مواقفنا أصواتاً أيضاً، لكنَّها إنْ وُلِدت فينا فسيكون ذاك الصوت ضعيفاً ولن يصلَ حتى إلى عرش الله، وسيكون في هذه الحالة من الأفضل عدم سماعنا. لكنَّنا من خلال هذا التصرُّف الإيماني لن نبلغ أذنيه فقط؛ بل سنجعله مسروراً وراضياً. لذلك، يجب أن نسعى ونطلب حمل رسالتنا تحت قيادته. فلن نجعله سعيداً فقط؛ بل سيكون كلُّ ما نفعله مثلَ جمر نار على رؤوس أعدائنا.

جانبٌ مهمٌّ آخر يجب ملاحظته إنْ كانت أعمالنا تُظهر وتشهد إنْ كنَّا لله أو لا. وبالاستناد إلى المصادر المُستخدمة لتنفذيها، ستكون مثل نار حارقة أو سيتمُّ إخمادها. ولذلك، يجب ألَّا نسمح لأيِّ شرٍّ بأن يسود على أذهاننا. وإلَّا ستكون قراراتنا مدفوعة بالكراهيّة أو غيرها من الدوافع المرفوضة كتابيَّاً. لكن سيتم اعتبار الذين حافظوا على ثباتهم عبيداً صالحين وأمناء، كما ذكرَ يسوعُ (متى 21:25).

أوضح يسوع بأنَّ كلَّ مولود من الجسد لا ينفعُ شيئاً (يوحنا 63:6). حيثُ إنَّ كلَّ ما تفعله بالاستناد إلى دوافع شخصيَّة وغير موجودة في كلمة الله، تتصرَّف بذلك بطريقة تُرضي الجسد وبلا قيمة. من جهةٍ أخرى، إذا تقدَّمت بناءً على إرشاد الروح القدس فلن تفعل الصَّواب وتنجح في تحقيق هدفك فقط؛ بل ستكون شريكاً مع الربِّ. فإنَّ كلَّ ما يتمُّ فعله في الربِّ يكون نافعاً للآخرين بالتأكيد.

لا تنسَ أبداً بأنَّ تعاليم القدير يجب أن يتمَّ الإيمان بها. ولا شك أنَّ القوَّة تكمن فيها لإنجاحنا بإتمام الرسالة التي أوكلها الله لنا. لكنَّ التصرُّف بخلاف الإرشاد الإلهي يُعتبر مضيعة للوقت وسيقوم الشرير بجعلك تخسر الفرص للتحرُّر من أعمالِ إبليس، مّما سيسبِّب لك الضرر بلا أدنى شكٍّ. وأمَّا اتِّباع الإرشادات السماويّة فله تأثيرٌ إيجابيٌّ كبيرٌ.

إنَّ الاختيار هو قرار شخصيٌّ وفرديٌّ. يخبرنا الكتاب المقدَّس بأنَّ من يزدري بالكلمة يُخرب نفسه (أمثال 13:13) لذا، افحصْ نفسك وانظر إذا كنت قد أعرتَ الاهتمام اللازم لما أُعلِن لك أثناء إلقاء العِظة أو قراءة الإنجيل. فإذا احترمت الوصيّة فسيتمُّ مكافأتك وفقاً لذلك. والآن، إذا كان سيتمُّ مكافأتك بسبب موقفٍ إيجابيٍّ وسليم لحملك للرسالة بطريقة مثاليَّة، فلماذا تُصغي للشرير، أليس كذلك؟

إنَّ الحياة كالمرآة تعكس مقدار الاهتمام الذي تُنسبه أو لا تنسبه لله ولكلمته. لذلك، كُن أعظم من منتصرٍ في جميع تعهُّداتك واجلب الفرح للربِّ. فهو يفضِّل صحَّتك وازدهارك على كلِّ شيء وفوق كلِّ شيء، طالما أنَّك تنمّي روحك بالأعمال الصالحة. ماذا عن إرضاء الربِّ في كلِّ حين؟

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز