رسالة اليوم

04/09/2025 - يتوقَّف النَّصرُ عليكَ

-

-

 

كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ، كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى. (يشوع ١: ٣)

لو أطاعَ شعبُ إسرائيل قبل 40 عاماً الربَّ الذي أخذهم إلى منطقة العمونيِّين الجبلية وأعطاعم أرضَ الموعد، لكانوا قد تجنَّبوا خوض المعركة الشاقّة للحصول عليها. فإنَّ الذين لا يتبعون مشيئة الربِّ الكاملة يتهاونون في طرقهم، وبالتالي تصبح معاركهم مُتعِبةً. وهذا مثالٌ على ما يحدث للشعب الذي يرفض إطاعة الله. افعلْ فقط كما تأمركَ الكلمة!

أخبرَ الربُّ يشوعَ بأنَّ الاستيلاء على كنعان يعتمد عليه حصرياً، وإنَّ الأرض التي تدوسها بطون أقدامهم تصبح لهم. كذلكَ الأمر، فكلُّ الوعود والإعلانات التي يُعلنها القدير في كلمته هي لنا، لكنَّنا يجب أن نؤمنَ في سبيل الحصول عليها. ولن يتغيَّر شيء إنْ وقفنا مكتوفيْ الأيدي. حيث إنَّ الشُّجعان يخوضون الحرب، كما يقول الكتابُ، وسيحصلون على ملكوت الله بسبب قتالهم (لوقا 16:16).

تكلَّم يسوع بنفس الطريقة إلى التلاميذ، وتحدَّث إلينا عن أهمية تحديد حقوقنا والحصول عليها (يوحنا 13:14) وبالتالي، سينجزُ عمله لنا. لكنَّنا إنْ لم نتجرّأ للحصول على ما هو لنا فلن ننَله. فلا يجب أن نحاولَ إقناع الربِّ على الشِّفاء والخلاص أو إعطائنا النتيجة التي نحتاجها، بل أن نؤمنَ ونمضي قُدماً في الإيمان بالمسيح، وسننجح بهذه الطريقة.

يعتمدُ الاستيلاء على أراضيك على موقفك الشخصي. فإنْ سمحت للعدوِّ بخداعك، مفكِّراً بصعوبة العمل بالإيمان، فستستمرُّ مشكلتك. ثمَّ ليس من المهمِّ كم بذلت جهداً بالمحاولة، فلن تستقبل الحلَّ من الله وستضطر إلى طلب المساعدة من البشر. وليست هذه هي الطريقة الأفضل للمساعدة دائماً، وفي بعض الأوقات تسوء الأحوال حتى. لكنَّ الله تكلَّم لنا من خلال كلمته من أجلِ تجهيزنا للغلبة دائماً. اعملْ بحسب الكتاب المقدَّس.

يجب أن يتذكَّر هذا رجلُ الأعمال الذي يسلك بحسبِ الكلمة: الاجتماعات التي تُعقد للتَّخفيز لن تجعلهم يتغلَّبون على قوى الشرِّ التي تريد جعلهم مُفلسين وفي فقرٍ، لكنَّ موقفاً ثابتاً واحداً بحسب إرشاد القدير فسيكون نافعاً، وبعد ذلك سينالونَ بركة كبيرة. فليست هناك طريقة تمكِّن إبليس من منع أبناء لله من الحصول على حقوقهم؛ إنْ اتبعوا إرشادات الآب السماوي. الربُّ أمين!

لم يكُن داود ليحصل على النَّجاح لو جاء لصنع على السَّلام مع أعدائه. لكنَّه في الحقيقة حارب وغلبهم جميعاً وجعلهم يدفعون الجزية لمملكته. وقد قال الربُّ الآتي: وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي، الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي. (أعمال الرسل 22:13)، فهذا ما يتوقَّعه القدير بالضَّبط من خدَّامه. وإلّا، لن يذكرَ عنه إنَّه حسب قلبه. افحص نفسك كيف تصرَّفت بشأن ما فعله يسوع للبشريَّة.

عِشْ بحسب قلب القدير وابدأ الآن بطلب القداسة الكاملة لحياتك، وسيعمل الربُّ غداً الآيات والعجائب في حياتك. ولا تخدع نفسك أو تصدِّق أكاذيب الشياطين، بل تشدَّد في الربِّ، طائعاً وصاياه. ولن يتعثَّر في الطريق جميع الذين يطيعون العليَّ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز