رسالة اليوم

09/03/2017 - بَما يَتناسَبُ وإيمانُنَا

-

-

وَلكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ (رومية 12: 6).

كلُّ شيء يَبدأُ بَالنّعمةِ المُعطاةِ لنَا، وتَحدّثَ بُولس عنْ ذَلك إلى الرُّومان. وقدْ وَهَبت النِعمةُ لنا العَديدَ من المواهب، والتي تَتناسبُ مَع مَا نُؤمنُ بهِ. لِذلكَ، فَبزيادةِ، وقُوّةِ إيمانِكَ سَتستعمل المُواهبَ المُعطاة لكَ بَالطريقةِ الأفَضلِ والأكثرِ إنتاجاً.

عِندمَا كَتب بُولس الرَّسُول إلى أهَلِ كُورنثُوس، شَكرَ وبَاركَ الله عَلى النَّعمةَ التي سَكبها على هَؤلاءِ الأخوةِ والأخَواتِ (1كورنثوس 1: 4). وحالاً خَاطبَ الإخوة في رُوما، وأعلنَ لهُم أنّ النِّعمة قَدّمت لهُم هَذهِ المُواهبَ المُختلفةَ. إنَّ الكَثيرَ مِنَ النِّعمةِ تُسكبُ على كُلِّ أولئكَ الذين يَقبلونَ يَسوع كَرَّبّ ومُخلّص. ونَحنُ الذينَ قَبِلناه، قدْ حَصلنَا بَالفعل على تِلكَ المَواهِب. والآن يَجبُ عَلينا وضعَهَا قيدَ التَّنفيذ، بَحيث نتباركَ بِواسِطتها، وأن نُباركَ الآخَرين أيضاً. وفي الواقع، سَتستفيدُ كُلّ البَشريةِ جَمعاءَ من المَهارات التي مُنحت لنَا، لأنَّ الكَلمةُ تَقول لاَ تَمْنَعِ الْخَيْرَ عَنْ أَهْلِهِ، حِينَ يَكُونُ فِي طَاقَةِ يَدِكَ أَنْ تَفْعَلَهُ (أمثال27:3).

نِعمةُ الله هي أكثر مِن مُجرد عَطيةً مَجانيةً لأحدٍ لا يَسْتحقُها، وهَكذا يُعرّفهَا اللّاهُوتيون. إنّها حَركةُ الله نِيابةً عنْ الجِنْس البَشري. وفي هَذهِ الحَركةِ يشَفي، يُحرِّر، يُعمّد بَالرُّوح القُدس، ويَفتحُ الأبوابَ، ويَفعلُ الكَثيرُ من الأشياءِ الجَيدةِ الأخرى لكلِّ مَن يُؤمنُ بِكلمتهِ. الله يُجهزٌ بقوّةٍ ويُعطينَا مَع المَواهبَ - مَهارات - والتي يَنْبغي أن تُستخدم لخيِرِ الجَميع. والكنيسةُ بحاجة لأعَضائها للاستفادةِ من هَذهِ المَهاراتِ الوفيرةِ، والعَالمُ أيضاً يَنْتظرُ أعَمال شَعْبِ الرَّبِّ.

لنَنتبهَ الآنَ إلى مَا كتبهُ الرّسُول: بَما يَتناسبُ مع إيمانُنَا. ويَتمّ ذَلك بِشيء أبَعدَ من اِستخدامِ الإيمانِ. فإن كانَ الشَّخصُ لديهِ اِيماناً كَبيرٌ ولكنهُ لا يَستخدمهُ في حَياتهِ فَهو لنْ يُحققَّ شيئاً. فهذهِ المَواهب تَعملُ بِقدرِ الإيمانِ واِستعمالهَ يَزيدُ إيمانكَ اِشتعالاً.

 

أصَبح إبراهيمُ بَطلاً في الإيمان، وهَكذا كَان قَادراً على أن يَصير أباً في سِنِ مِائة عَام، وسارة في التسعين. فلا شيء مُستحيل بِالنِّسبةِ لأولئكَ الذينَ لديْهُم إيمانٌ قَويٌّ ويَستخدمونهُ. فَالمواهبَ إن لمْ تقوّي الإيمان، فَهي لا تَعمل بِكفاءة.

فليقوى إيمانُكَ كمَا فَعل إبْراهيم. اِحتضنَ وعدَ الله، بِرغُمِ من أنّ سَارة لمْ تَكُفّ عنْ الشّكّ لأنّها تَجاوزت سِنَّ الإنْجابِ، ولكنّهُ قالَ اِنه واثقٌ في وعدِ الرَّبِّ لهُ، وهَذا ما جَعلهُ يُمَجِّدَ الرَّبَّ بِقوّةِ إيمانهِ.

طَبّق هَذا المَبدأ الكِتابي وشَغِّلْ المَواهِب التي أعُطيَت لكَ.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز