-
-
وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ أَنَّ الرَّبَّ كَلَّمَ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ خَادِمَ مُوسَى قَائِلاً: (يشوع 1:1)
ليس حسناً عبادةُ الأشخاص الذين أقامهم الله للقيام بعمله في مكانٍ ما، لأنَّه في الحقيقة أنَّ الربَّ هو الذي يعمل والإنسان ليس سوى أداة لقوَّة الله العاملة. فعلى المُختارين أن يستعدّوا ويتعلَّموا كيفيَّة الارتباط بالعليّ، لأنَّه عندما تأتي المشكلاتُ ستكون صلاة واحدة فعَّالة، ومن ثمَّ تأتي الإرشادات لكيفيَّة العمل.
حينما ينتقل خادمٌ للربِّ إلى السماء، يكون القديرُ قد أعدَّ مسبقاً شخصاً يحلُّ محلّه. وكما تُخبرنا التعاليم الإلهيَّة بأنَّ الثاني سيفعل أكثر جداً مّما فعله الشخص الأول بنجاحه. وكانَ الأمر هكذا مع يسوع الذي قال لتلاميذه قبل صعوده: اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. (يوحنا 12:14). وعلى الرَّغم من أنَّ لديهم أفضل مدرسة كتابيَّة على الإطلاق؛ إلّا أنَّهم يجب أن يبقوا في حالةِ السَّهر والصلاة.
ينبغي أن نطلبَ من الله أن يُقيم ويهيِّئ أناساً خاضعين للكلمة، ولا يرغبون سوى بحملِ هذه الرسالة المقدَّسة، ويقتادوا الضالّين للسلوك والتصرُّف بطريقة مميَّزة وكاملة حينما يواجهون آيات وعجائب الربِّ. وبالتأكيد ليس من الجيّد عدم الاستعداد لكلِّ فرصة تحضرُ أمامنا للخدمة. كما يتوقَّع الله أن نمثِّله مثلما فعل المسيحُ في تجسُّده، وهكذا تمجَّد من خلال الابن.
إنَّ طاعتنا للربِّ ضروريَّة لكي يتدخَّل ويعمل. فإنَّه من ساعة لأخرى سيواصل خدَّامه الحقيقيّين إظهار قوَّته وسيقوموا بأعمالٍ أعظم من تلك اللي فعلها يسوع. حيث إنَّ إتمام هذه المهمَّة هي مسؤوليَّة الآب السَّماوي، لكنَّنا الوسائل. وجديرٌ بالذِّكر أنَّ القدير يدعو فقط المُتحرّرين من الخطيَّة ويرغبوا باستخدامهم.
إنَّ الطريقة التي استخدم الله بها موسى في مصرَ لم تحصل من خلال أيِّ شخص آخر، تماماً مثل يشوع عندما استولى على أرض كنعان. وهكذا، سيعمل الربُّ ويتحرَّك من خلال خدَّامه اليومَ لكي ينجحوا في تحقيق مقاصده، فإنَّ اقتراب مجيء يسوع يجعلُ الشيطان يتصرَّف ببؤسٍ. لذا، من الضروريّ العمل بشكل أكبر لأجل الضالّين والمُخلَّصين.
ما يزال الله يتحدَّث إلى الذين يصغون إليه. ويندهش أولئك الذين يتجاوبون مع صوته بأعمالِ البرِّ الهائلة التي يرغب بفعلها من خلالهم، ويصبحون الاستجابةَ لصلاة الناس الذين يصلّون أحياناً بأنَّه إنْ كان الله موجوداً فليأتِ لإنقاذهم. ليس هناك سببٌ يدعو لعدم الإيمان بالقدير، وبعد كلِّ شيء، إنَّ القوَّة لتحقيق وإنجاز العمل موجودة في كلامه. ماذا تقول؟
أخذ القدير موسى إلى السماء لكنَّه اختار يشوع لإكمال العمل. حيثُ سيملك الآبُ دوماً شخصاً يُنجز عمله، ويجب أن يكون هذا الشخص خادماً مطيعاً ومتواضعاً لإرضاء الله في كلِّ شيء. وإلى أن يحين ذلك الوقت، سيكون هناك شخصاً آخراً قادراً وراغباً بإكمال عمله.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز