-
-
وَفِي كُلِّ الْيَدِ الشَّدِيدَةِ وَكُلِّ الْمَخَاوِفِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. (التثنية 12:34)
لم يقبل بنو إسرائيل موسى في بادئ الأمر عندما أقامهُ الله نبيّاً عليهم وأرسله إلى مصرَ. ولهذا السَّبب كان عليه أن يتحدَّث مع أرباب العائلات، مُظهراً بأنَّه لدى الربِّ عمل عظيم وكامل سيفعله في تلك الأرضِ لأجلهم. لذا، لا تخَف إنْ أعطاك الله مهمَّة كبيرة ولم يدرك أولئك الذين تقودهم بأنَّك مُرسل منه، لأنَّه من المحتمل أنَّهم اعتادوا على العيش مخدوعين وبلا إيمان، ولذلك يتصرَّفون على هذا النحو.
وبمجرَّد اشتداد الجَلد المصريّ ضدَّ الإسرائيليّين، قام الكثيرون على موسى لأنَّهم لم يعرفوا أنَّه مُرسل من قبل الربِّ نفسه. وبلا شكٍّ، عندما يُنجز القدير مهمَّته في حياتهم، لن يظلّوا عبيداً لأعدائهم. لذلك، سيُظهِروا في أرض الموعد كم كانَ الله صالحاً معهم. فإنَّ الأخبار السارّة تأتي إلى قلبك لتخفيف جميع المعاناة. إذن، آمنْ وتحرَّر بالكامل وبشكلٍ تامٍّ.
يغادر في هذه الأيام بعضُ الأشخاص بيتَ الربِّ لأنَّهم لا يقدرون أن يحتملوا التعليم الصحيح أو يرغبون بخدمةٍ لطيفةٍ، مليئة بالتفنُّن والطقوس الدينيّة، التي تقود بدروها الناس إلى مشاعر وعواطف شديدة، والتي تعدُّ مألوفة بالنسبة للذين لا يعرفون الحقَّ. ولا يعلم الناس بأنَّ العمل الذي يُنجزه الربُّ هو أعظم من كلِّ محاولات الإنسان بطرقِ إيمانٍ باطلةٍ. دعْ القدير يستخدمك وستصبح حالاً تلك البركة التي أرادك أن تكونها.
لم يدرك حتى الآن الكثيرون أنَّ الخطَّة الإلهيَّة لا تهدف إلى جعل المجتمع مسيحيّاً، بل أن يُولد جميعُ الناس من جديدٍ. لذلك، فإنَّ الجهود البشريّة لن تُجدي نفعاً، كما أنَّها لن تساعد المُصابين في الشفاء من الضعف الروحيّ. حيث إنَّ إنجيل يسوع وحده فعّال في حلِّ المشكلات. إذن، علينا أن نضحّي من أجل تعاليم السيّد والمثال الذي تركه لنا لإتمام عمله. فهذا ما يرضيه!
تعمل يدُ الله الشديدة تماماً كما خطَّط الربُّ، لذا فإنَّ خوف الضالين سيكون أكبر بكثير. تسنُّ سلطاتُ مختلف البلدان قوانيناً وتصريحات لتنجنُّب انتشار الإنجيل ومعرفته من الجميع، توقعُّاً لعمل الآب السماوي للبشرية. فإنَّهم يتصوَّرون أنَّه في وقت قصير سيتحوّل الأكثرية، إلَّا أنَّه لن ينفعهم هذا العناء واليأس في شيء. مجداً! الربُّ صالحٌ!
علينا أن ننتبه وندرك عملَ القدير في هذه الأيام. فهو أعظم بكثير مّما يمكننا توقّعه وتنبّؤه وتخيّله، فقد وعد الربُّ بالعمل باقتدارٍ للذين يحبُّونه، مّما سيجلب المخاوف إلى قلوب جميع الذين يسمعون هذه الرسالة. فحتى خدَّام الله سوف يتفاجأون بخططه التي يفعلها في أيامنا. لذلك، فكِّر واطلبْ وآمنْ بالأمور العظيمة لأنَّ الله سيستجيب لك.
استعد للاحتفال بأعمال الربِّ العظيمة قبل مجيء يسوع. ففي جميع أنحاء العالم ستظهر القوَّة الإلهيَّة بطريقة لم يرَها إنسان من قبل. فإنَّ ما رأيناه وما عشناه هو مجرَّد عيِّنة بسيطة عمَّا خطَّطه لتظهر في أواخر الأيام حينما يتمُّ افتقاد كلِّ العالم بطريقة خاصّة.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز