رسالة اليوم

08/03/2017 - وَلاَ تَدَعُوا الرَّبَّ يَنَام

-

-

"وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ نَامَ. فَنَزَلَ نَوْءُ رِيحٍ فِي الْبُحَيْرَةِ وَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مَاءً وَصَارُوا فِي خَطَرٍ"(لوقا 8: 23).

كانَ من المُمكنِ أن تَكونَ هَذهِ الرِّحلةُ في حَياتِهم مُمتعةٌ، لكنهَا كادت أن تَنتهي بِمأساةٍ. فَبالرُغمِ من أن التَلاميذ كَانوا في السَفينةِ مع المُعلّم! وقَعتْ عَاصفةٌ عَظيمةٌ علَيهم. فَعندمَا نَتركُ الرَّبَّ "يَنامُ"، يَستيقظُ الشَّيْطان. فَيجبُ أن تُوقظَ الرَّبَّ طَالمَا هُناك وَقتٌ! لأنَنا بنَوْءِ الرّيحِ، نَكونُ في خَطرٍ.

اِمتيازٌ عَظيمٌ للتلاميذِ بوجودِ الرَّبُّ يَسوعَ مَعهُم في السَفينةِ؛ لكنّهُم، تَركوهُ يَنام. وبِقبولِ يَسوعَ كَسيّدٍ ومُخلّصٍ يُعطي الإنسان اِمتيازاً عَظيماً أيضاً. والذي يَحصُلُ عَليهِ المُخَلّصون، هو أن يَكونَ الرَّبُّ مَوجوداً إلى الأبدِ سَاكناً في القَلبِ. وبالرُّغْمِ مِن ذَلكَ، كَثيرونَ يُخطئونَ عِندما  يَتركونهُ "يَنامُ"، لأنّهُ يَعملُ فَقط مِن أجَلنا لو كَان "مُستيقظاً"، أمَّا الذينَ يَعرفونَ كَيفيةَ الاسْتمتاعِ بِوجودهِ، فهم يَعيشونَ الحَياةَ بشكلٍ أفَضلَ بِكثيرٍ، لأنّهُم يُخصِّصون وقتاً للبقاءِ بِمفردهِم معهُ، سِواء من خلالِ الصّلاةٍ، أو في قِراءةِ الإنْجيلِ والتَأمُّلِ، حيث يَفتقدهُم ويَتعلّمونَ مِنهُ. فلا تُضيّعَ الفُرصةَ بأن تكونَ لك شَركةٌ مع يَسُوع.

إنْ لمْ نَلتفت للرَّبِّ ونُعطيهِ كُلَّ الانتِباهِ اللاّزمِ، "سَينامُ" في قُلوبِنَا. وهَذا يَعني أن يُعطى فُرصةً للشَّيْطانِ للعملِ لكي يَجْعلنا نَضطربُ، ويَضعُ المَشاكِل، والأمَراضَ والأشياءَ التي تُضايقُنا.. الخ. أمَّا إن كُنا في شَركةٍ مَع الرَّبِّ، فهو يَحْفظُنا، ويُنبّهُنا بالأخطارِ التي يُمكنُ أن تَعْترضنا، وكَذلك يُعطينا تَسابِيحاً في الليلِ، وكلاماً لنَقولهُ في الصَّلاةِ، ويَدهنُ بِمسحةٍ جَديدةٍ رأسَنا لنَتغلّبَ على الشّرِّ، ويَستجيب أيضاً لجَميعِ صَلواتِنَا. وليْس هُناك شَيءٌ أفضلُ من أن يَعمل يَسوعَ فِينَا.

كانَ التَلاميذُ مع يَسُوع، لكنَّ نَوْءَ الرّيحِ حَدث. فَلماذا؟ لأنّ المُعلمَ كَانَ نَائمٌ. كنْ يَقِظاً، وكُنْ في شَركةٍ دَائمةً معهُ. وعِندمَا تُتاحُ لكَ الفُرصةَ، اقرأ الإنجيلَ، وفكِر مَليّاً في الخِدمةِ التي أعَطاهَا لك وصَلّي إن كان باستطاعتِك. وإن كان لا يُمكنُك الصَّلاةَ بِصوتٍ مُرتفع، تَكلّم مع الآبِ في سِرِّكَ. فكلُّ منْ يَعيشُ في شَركةٍ مع الرَّبِّ يَشعرُ بِوجودهِ دَائماً بِجانبهِ، وهَكذا، سَوف لنْ يُعطى مَكاناً للشّرّير.

 

فإن كُنتَ قدْ ضَيّعتَ وقتاً في أشياءٍ غيرِ ضَروريةٍ وتَركتَ الرَّبَّ "يَنامُ"، فقدْ حَان الوَقتُ لكي تُوقِظهُ. لأنّ العدُّو يَعيشُ من حَوْلنَا، كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ (1 بطرس 5: 8). فهُوَ يزأرُ كَالأسدِ! لكنَّ الأسدَ الحَقيقيّ هو الرَّبُّ يَسُوع. فلو أعطينا الفُرصةَ للأسدِ الحَقيقي للعملِ، فَالمَهزوم يَبتعد عَنّا.

يَتعرّضُ الجَميعُ للخطرِ عِندَ هَيجانِ الطَبيعةِ، وليْسَ هُناك أبَطالٌ لا يَهابُونَ العَواصِفَ العَظيمةَ. ولكنْ مَع وجُودِ يَسُوع "مُستيقظ"، نَنجو من جَميعِ هَجماتِ إبْليس. حانَ الوقتُ لكي "تُوقِظَ" الرَّبَّ، أو تَنهضَ أنت من نَومِكَ.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز