رسالة اليوم

07/03/2017 - مَنْ نَحَنْ؟

-

-

"وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ" (1بطرس 2: 9).

يؤثّرُ حَدثُ الالتقاءِ بالرَّبِّ يَسوع في حَياةِ الشَّخص أكثرَ من أيّ شيءٍ آخر، ويَجعلهُ يَقبلهُ كَسيّدٍ ومُخلّصٍ لحياتهِ. فلا يَكونُ بَعدُ عبداً للخَطيئةِ - ويَبتعدُ عنْ الشَّيْطانِ – ويُولدُ من جَديدٍ في عَائلةِ الرَّبِّ مِثل طِفلٍ. وكمَا يُعامَلُ الأطفالُ في بيوتِهم، بِكُلِّ اعتناءٍ ومَحبةٍ، هَكذا يُعامِل المَسيح كُلَّ من يُولّد في أُسرته. فَيصيرُ هَذا الشَّخص خَليقةً جَديدةً، ويُمحي مَاضيهِ القذر، ويَبدأ في الحُصول على جَميعِ حُقوقهِ، تِلك التي حَصل عَليها كُلّ مَنْ انتسبَ إلى عَائلةِ الرَّبِّ قَبلهُ. ولمْ يَحصُل جَميعُ من خَدموا الرَّبَّ في المَاضي مِثل إبراهِيم ودَاود، على أفَضل من هَذهِ المُعاملةِ.

حَداثةُ الأبناءِ لا تَجعلهُم غُرباء عنْ عَائلةُ الرَّبِّ. بل على العَكسِ، حَتى لو ارتكبوا الأخَطاء، فهُم طَاهرون ومُنقادون إلى الحَياة الأبَديةِ. ومع مُرورِ الوَقتِ، الوالد وإخوتهُ الأكبرُ منهُ سَيخبرونهُ بما يَنتمي إليهِ وما تَنتظرُ العَائلةُ مِنهُ. وسَيتعلّمُ بِطريقةٍ أفضل، وسَيتعامل مَع الرَّبِّ مباشرةً وكُلّ الاهتمامُ الذي يَحتاجُ إليهِ لنْ يكونَ ضَرورياً.

إنّ مَعرفةَ من تكونُ أنت في المَسيحِ تَستحقُ العَناء. لأنّ مُهمتُنَا الأسَاسية هي إعلانُ الفَضائل الإلهية. فلَا تَترُك كَلمةَ الرَّبِّ إطلاقاً. واِعلم مَا تنتمي له، ومَاذا تَفعل لتَنفيذِ المُهمّةِ التي خُصِّصت لكَ. ومن يَعرفُ حُقوقهُ ويَستعملهَا، يُفرِّحُ قَلبَ الآبِ. فَالرَّبُّ يُريدُ أن يَراكَ آخذاً مَكانتكَ في المَسيح. وبهِ يُمكنكَ الدُّخولُ وامتلاكُ مَا هُو للمَسيحِ. فَقد عَلّمتنا الكَلمةُ المُقدّسة، بأن نَعيشَ في المُستوى المُعدُّ لأبناءِ الرَّبِّ.

إنّ مَا يَحدثُ في الوِلادةِ الجَديدةِ أشياءٌ في غَاية الاهَميةِ. لقد انتقلنا من سُلطانِ الظُلمة إلى مَلكوتِ النُّورِ، ولدينا فِيهِ مُهمةً لإعْلانِ الفَضائلُ الإلهية التي اسَتُعمِلت لخَلاصنَا.

أمَّا المَسيحيّ الذي يَصمت على الخَلاص الذي قَدّمهُ اللهُ للضَائعين، هَذا شرّ وسَيندمُ عَليهِ. لأنّهُ تَحرّرَ من الخَطيئةِ، وأصَبحَ لديهِ السُّلطان لتَحريرِ الآخَرين، الذينَ لمْ يُجرّبوا مَحبة الرَّبِّ بَعْد. ومنْ وُلِدَ من جَديدٍ فقط لديهِ القُدرةَ على أن يَقودَ الآخَرين ليُولَدوا في أُسرةِ الرَّبِّ. فَهذهِ مُهمّةُ الشَّخصِ الذي دَخل من البَابِ الضَيقِ ومِن الطَريقِ الكَرْب (متى 7: 14).

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز