قوة الإيمان

طلبَ كاتبُ المزمور من الربِّ أن يسمعَه سريعًا بعد أن جلسَ في حضرة الله وفتح قلبَه له، إذ كانت روحُه منسحقة فيهِ. يجب أن نطلب ذاتَ الطلب عندما نشعر مثله. لقد فهم الحاجة إلى طلبِ وجه القدير حتى لا نشبه الهابطين إلى الحفرة. في الواقع نحن بحاجة إلى هذا الاندفاع الإلهي، لأنَّ الشَّيطان لا يهاجمنا بالصُّدفة، لكنّه يأتي بهدف تدميرنا دائمًا.

يحتاج الجميعُ إلى سماع ما يفعله لطفُ الله لِمن يثقون به. وبالتالي سيكون الكثيرون أكثر استعدادًا لمواجهة العدوّ عندما يظهر. من الضَّروري أن نطلبَ من الربّ التوجيهَ الذي يجب أن نتبعه، دون السَّماح للشّك والتجربة بإبعادنا عن الرِّسالة التي أعطانا إيّاها. يجب أن يكون هدفنا هو تكريم دعوتنا.

يجب على الذين نالوا الإيمان بيسوع أن يكونوا يقظين، حتى لا يسرقَ العدوُّ القوّة الممنوحة لهم من العُلى. الإيمان بالمسيح يمنحنا كلَّ ما هو ضروري للنّجاح، فلا تهدر هذه الأداة السَّماوية. إنَّ الله يتوقع منك أن تفعل ما فعله المخلّص في أيام تجسّده. كُنْ مستعدًا لتنفيذ العدالة الإلهية أينما كانت هناك حاجة لذلك. هذا يُرضي الله.

لا تخفْ من تهديدات مملكة الظلمة أبدًا؛ ففي النهاية، هزمَ يسوع الشَّيطان. عندما تذكر اسم الربّ بإيمانٍ، فإنك تربط كلّ أجنادِ الشَّيطان. وبالإيمان بتعاليم المسيح، فإنك تلجأ إلى حصنِ الله القدير نفسه. يمكن للمُخلصين أن يعيشوا منتصرين لأنَّ يسوع أعطى مثالاً لكيفيّة القيام بعمل الآب. لا يستطيع الشَّيطان أن يهزمك بسبب الاسم الذي يمنحك النَّصرَ.

إنَّ الربَّ يجعل نفسه متاحًا لك ليعلِّمك كيف تتمِّم إرادته. وبصفته إلهك، ستتعلم من خلال طاعة الكلمة كيف يجب أن تتصرّف في كلّ شيء، وسيُرشدك الرّوح القدس في أرضٍ سهلةٍ. إذا واجهتَ عقباتٍ في مسيرة إيمانك وعملتَ بجدّية شديدة للحصول على البركات، فهذا يعني أنك لم تخضع لإرشاد العليم بكلِّ شيء. الله هو الذي يقوم بالعمل؛ علينا أن نؤمن فقط حتى يتم ذلك.

اطلبْ من الربّ أن يحيي حياتك من أجل اسمه عندما تشعرُ بالعجز في مواجهة المعارك. وسوف ينقذك أيضًا إذا كنت تعاني من أجل برِّه (مزمور 143: 1). لذلك، لا تثقْ بالشَّيطان، بل بما أعلنه الله القدير في الكتاب المقدَّس. في الواقع سيتحقّق كلّ ما هو مكتوبٌ فيه. لم يفشلْ أي وعد من وعود الكتاب المقدس سابقاً، وبالتأكيد لن يفشل الآن.

إذا دعوتَ رحمة الربّ، فسوف يتم اقتلاعُ أعدائك الذين قد يبدون ثابتين (مزمور 18: 3). لقد وعدَ الله القدير بتدمير الذين يضايقونك! إنّ خدّام الله محفوظون ومكرَّمون لديه بكلِّ الطرق. لذلك، لا تسمح لقوى الظلام أن تضطهدك، بل تضرّع للعليّ كي يعملَ.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز