رسالة اليوم

06/03/2017 - طَاعَةُ إِيلِيَّا

-

-

فَانْطَلَقَ وَعَمِلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ وَذَهَبَ فَأَقَامَ عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ الَّذِي هُوَ مُقَابِلُ الأُرْدُنِّ(ملوك الأول 17: 5).

الخَادِم الذي يَعصى أوامرَ الرَّبِّ ليْس خَادِماً. لقدْ حَصلَ إِيلِيَّا على مُهمّةٍ للذهَابِ إلى المَلكِ وتَوجيهُ اللّومِ إليهِ بِخصوصِ تَصرّفاتِهِ، وأطَاع إِيلِيَّا الأوامرَ . فِيجبُ الإمتِثالَ لجَميعِ أوامرِ الرَّبِّ بِلا شَكوى. فلا تُجادِل، ولا تَتذمّر، ولكِنْ التزمَ بِالمهمّةِ التي تُعيَّنُ لها.

يَجبُ أن لا يَتوقفَ خَادمُ الرَّبِّ عنْ الإصغاء إلى التَوجيهاتِ التي تُعطى لهُ. لأنّهُ عِندمَا نَتعبُ من تَنفيذِ ما يأمُرنَا بهِ، نَكسرُ وصَاياه. يَقودنَا الآب إلى مَا هو أكثرُ إثماراً، بحكمتهِ، وعَدمُ إتباعِ أوامرهِ، يُعتبرُ ازدراءٌ بَالأفضلِ الذي يُعطيهِ لنَا. من يَختارُ أن يَفعلُ مَا يُريد فهو يَفعلُ مَشيئتهِ، وليْست مَشيئةُ الآب. لأنَّ إرادةُ السَّماءِ قد تَكونُ تَحدياً، أو خَطيرةً؛ لكنْ، عِندمَا نُطيعها، نَكتشفُ أنَّها الأفضلُ لحَياتِنا. فَافعل دَائماً مَا يَأمركَ بهِ الرَّب.

أَخْآبَ وزوجته إِيزَابَلُ، كانَا سَببَ وجُودِ العِرافةِ والسِّحْر في إسْرائيل. وبِفرطِ حُمقهِ، كان قدْ قَتل أغلبية أنبياءِ الرَّبِّ الإلهِ. فَاختارَ الرَّبُّ إِيلِيَّا، مِن سُكانِ جِلعاد، وأعَطاهُ المُهمّةَ للذهابِ إلى المَلك وتَوْبخهُ. بِالمنطقِ البَشري كانَ من الصَّعبِ على إِيلِيَّا تَنفيذُ هَذهِ المَهمة، لأنّهُ لا يَملكُ السُّلطةَ اللازمةَ لتنفيذ هذا. إنّمَا الرَّبُّ الإله يَهتمُّ بِكلِّ شيءٍ.

وَبَّخَ إِيلِيَّا أَخْآبَ، وبَعد ذَلك سَمِع إِيلِيَّا أوامرَ الرَّبِّ بأن يَنطلقَ ويَختبئَ عِند نَهرِ كَرِيثَ نَحوَ الشَّرقِ ويَسكُنُ هُناك. لمْ يَكُن في اِستطاعة إِيلِيَّا أن يُناقشَ الرَّبَّ الإله، ويَعرضَ عَليهِ مَكاناً آخر ليَمكُثَ فِيه، وجَهّز الرَّبُّ بَعضَ الغِربانِ لتأتي بالخُبزِ واللّحمِ لعَبدهِ صَباحاً ومَساءً. أسوأ شيءٍ أن تَكونَ في المكانِ الخَطأ وفي الزّمانِ الخَطأ .

عَدمُ اِتباعِ تَعْليماتِ الرَّبِّ يَجعلُنا نَتألمُ كَثيراً. فحِكمةُ الرَّبِّ يَجبُ أن تُنفَّذَ وليْست للنِقاشِ. فهو يَعلمُ لمَاذا يُعطينَا هَذا النَوعَ من المَهامِ، وكَيف يَقُودنا ويَضعُ كَلامهُ في أفَواهِنا. فلو أعَطاك الرَّبُّ طَعاماً فأقبلهُ، ولو أعَطاكَ سَكَناً في بِيتٍ مُعين، اقبلهُ كَأنهُ أفضلُ مَكانٍ قد وضَعت فِيهِ أرجُلك. فَبتنفيذِ تَوجيهاتِ السَّماء، سَوف تَكونُ دَائماً سَائراً في مَوكبِ نُصرةِ المَسِيح كُلَّ حِين. فَلا تَتذمّر على مَا يُعطيك إياهُ الرَّبَّ. لمْ يَقبل شَعبُ إسْرائيل المَنّ الذي كانَ يُعطيهِ لهُم الرَّبُّ في الصَّحراءِ، وبِذلك أحَزنوا قَلبَ الرَّبِّ .

فأشكُر الرَّبَّ عَلى كُل شيءٍ: من أجلِ الأشَخاصِ الذينَ حَولكَ، مِن أجل اِهتمامُ الرَّبِّ بِكَ، ومن أجلِ المُهمّةُ التي يُعْطيكَ إيّاها. عِنْدَ نَهْرِ كَرِيثَ، استطاعَ إِيلِيَّا أن يَرى كَيفَ تَعْتني السَّماءُ بِخُدامِ الرَّبِّ. فَالطاعةُ تُبرهنُ حَقاً أنَنا نُؤمنُ بالرَّبِّ.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز