قوة الإيمان

إنّ السُّلوكَ حسبَ الجسَد أخطر ممّا نتصوّر. لذلك لا يمكننا أن نفعلَ هذا ببساطة، لأنه ضارٌّ بنا الآن وإلى الأبد. من لا يجتهِد كي يعيشَ حسب الرُّوح سيرى أنه تصرَّف بشكل خاطئ وسيبتعد عن الله. عليك أن تفحصَ ذاتك.

يجب أن نسيرَ تحت قيادة روح الله، ونخدم الربّ من كلّ قلوبنا؛ وإلّا سنكتشف أننا منفصلون عن العليّ بعد فوات الأوان. لماذا نتصرَّف كالإنسان الطبيعي، ما دام بوسعنا البقاء قربَ الآب، محروسين ومُتعلّمين منه؟ ماذا تقول؟ هذا واضح جداً في الآية التي ندرسها. اتّخذ القرار الصّحيح!

لقد تصرَّفَ موسى بإيمانٍ عندما رفضَ أن يكون وريث فرعون، الذي سيجلسُ على عرش مِصر ذاتَ يوم؛ لكنّه فضَّل أن يخدم الله وقرَّر أن يعاني مع إخوته. وبعد ألف وخمسمائة عام، نراه يتحدّث مع يسوع على جبل التجلّي (متى 17: 2،3). يا له من امتيازٍ عندما اتّبع التوجيه الإلهي! لماذا تهدرُ الأفضل مقابل فتاتٍ قليلة، أليس كذلك؟

ظنَّ شاولُ الطرسوسي أنه يحبُّ الله عندما قام باضطهادِ المسيحيين. ولكن عندما وصلَه الصَّوتُ الإلهي وهو في طريقه إلى دمشق، استسلمَ للربّ سريعًا وبدأ بالتبشير بهذا الإيمان (أعمال الرسل 9: 1-15). بالتأكيد، لم يسمع عنه أحدٌ سابقاً لأنه عاش في عالم الشَّر. ولكنّه أصبح تابعًا ليسوع، وقد استخدمه العليُّ كثيرًا. اليوم هو في المَجد، يتمتع بالأفضل في محضر الله.

أولئك الذين يعيشون حسبَ الطبيعة يفكرون فقط في أشياء هذا العالم. وما يهمّ لهم هو كسبُ الكثير من المال، والسَّعي إلى ملذاتِ الجسَد المحرَّمة والشُّهرة. يستثمر الشِّريرُ كلَّ ما لديه ليكونَ موضع تقديرٍ، يُشار إليه جيدًا ويُعتبر شخصًا عظيمًا. ولكن حتى لو بذلَ قصارى جهده، فسوف يتعثّر في الحياة دائمًا. وسيكون في العذاب الأبدي في النهاية، بسبب قراره السَّيئ.

اقبل إرشادَ الرُّوح القدس وأمِتْ أعمال الجسَد. لا تتصرَّف بسوءٍ مع أيِّ شخص وأحبِب الجميع باحترام. كُنْ مخلصًا لزوجتك ولا تلتفِتْ إلى الشَّيطان أبدًا. اهربْ من أعمال العدوّ. وإذا توجّب ترقيتك أو الاعتراف بك كشخصٍ هام، فليكن ذلك من قبل العليّ.

يجبُ اتباع الأمثلة الكتابية وتقليدها ومحبّتها. لا تنجرف وراءَ مقترحاتِ الشَّيطان الخادعة. قُمْ بواجبك من كلِّ قلبك وبإيمان. الربُّ الذي يرى كلَّ شيء، سيمنحك ما وعدَ به للذين يحبُّونه حقًا. الأمرُ الهام هو تحقيق إرادته المقدّسة.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز