فَاثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا. (تسالونيكي الثانية15:2)

بعد أن نتعلّم أنَّ هدفنا الرئيسي هو الوصول إلى مجد يسوع، يجب أن نسعى جاهدين للوصول إلى حيث أرشدنا الله. يجب أن نكافح لامتلاك كلّ ما أعدَّه لنا المَسيح، لأنه سيعطينا الوسائل للقيام بذلك بالتأكيد. سنتحدَّث كما تكلَّم يسوع، وسنعلِّم مثله وسنقوم بنفس الأعمال التي قامَ بها. هذه وصية للذين يحبونه ويجتهدون في تنفيذ وصاياه. إنَّ تنفيذ إرادته هو شِبعنا الكامل.

إنَّ الذين لا يتولّون مكانتهم في المَسيح ويعصون التوجيه الإلهي يجهلون مدى عصيانهم له. يرغب الربُّ أن يحفظ الجميعُ إيمانهم بيسوع. لهذا أمرَنا بالتبشير بالإنجيل لكلّ الخليقة (مر 16: 15). لقد أعطانا السُّلطان، حتى نتمكَّنَ من تمثيله تماماً. لقد أعطانا الله ذاتَ المسحة التي كانت لابنه في أيام تجسّده على الأرض. له كلُّ المجد.

هناك سرٌّ واحد فقط لاستخدام الشَّخص المخلَّص في العمل الإلهي. يجب أن يكونَ ثابتًا في الإيمان دائمًا. إن لم يكن الأمرُ كذلك، فلن تعملَ قوَّة الله في حياته. فالإيمانُ هو الأساسُ لمن يتلقاه. ولكن من يحتقر الأمورَ المرجوّة (عبرانيين 11: 1)، فلن ينتصر عندما تأتي العاصفة. ولن ينتصرَ المتردِّدون أبدًا!

هناك عاملٌ هامٌ آخر وهو التمسُّك بالتقليد الذي تعلّمته، لأنّه يحمل الإيمان من خلال كلمة القدماء. ولأنها نجحت معهم، فقد أرشدهم روحُ الله إلى تدوينها كأساسٍ لمن يقبلون الإيمان المسيحي. فلا يمكن لأيِّ دين آخر في العالم أن يحقِّقَ مثل هذا النَّجاح لأتباعهِ.

إن التقليدَ ينتقل من جيلٍ إلى جيلٍ آخر شفويًا أو بشكلٍ مكتوب. ويجب أن يكونَ منسجماً مئة بالمائة مع فكر الكتاب المقدَّس وإلَّا فلن يخدم شيئًا. أولئك الذين يخدمون الربَّ ليسوا في احتياج (مزمور 23: 1)؛ أمّا الذين يلتزمون فقط بالوصايا الدِّينية فلن يروا استجابة الله القدير على استفساراتهم. لذلك، احتفِظ بكلِّ ما تعلّمته من خلال الاستماع إلى العظات أو قراءة الكتاب المقدَّس، لأنك ستجد الإجابة المنتصرة داخل هذه الاعلانات.

لا تنسَ أنَّ التقاليد يجب أن تتحدّانا دائمًا للوصول إلى مجد مخلِّصنا يسوع المَسيح. إذا فشِلنا في طاعته، فإنَّ جهودنا بالصَّوم والصَّلاة ستكون بلا جدوى. لا يستطيع الإنسان أن يقرِّر كيف يحرِّك اليد الإلهية لصالحِه، لكن يجب أن يتمسَّك بما سمِعه من التعليمات الإلهية. تحدّى أبطال الكتاب المقدَّس أيّة مشكلة من أجل تحقيقِ أهدافهم.

إنَّ مجدَ المخلِّص سيجعل أيَّ إنسانٍ مثله - ممتلئًا بالقوَّة والسُّلطان للقيام بنفس الأعمال التي قامَ بها. يريدُ الله أن يمنحك ذاتَ المسحة والقدرة حتى لا تتعثر في أيّ عقبة. لذلك، كُنْ ثابتًا واحتفظ بالمعرفة التي أعطيت لك، حتى تكون ناجحًا دائمًا.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز