رسالة اليوم

05/03/2017 - مَاذا يَرى فِيكَ الشَّيْطان؟

-

-

لأَنَّ أَرَامَ تَآمَرَتْ عَلَيْكَ بِشَرّ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا (إِشَعْيَاءَ 5:7)

وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، أَنَّ رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ صَعِدَ مَعَ فَقَحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَتِهَا. وعِندما دَقّ جَرسُ الإنذار لِهذه المُؤامرةِ، وحَدثَ قَلقٌ كَبير حتى بَينَ عَبيدِ الرَّبِّ، الذي يُقارنهُ الكتابُ المُقدّسُ بِحركةِ أشجار الغابة مع الرّيح (الآية 2).

أمَر الله النبيّ إِشَعْيَاءَ بِمُلاقاة آحَازَ خِلالَ هذهِ الأوضاع، وأن يَقولَ لهُ يَنبغي ألاّ يَخاف، ولكنْ أن يَأخُذ حِذرهُ ويَكونُ هَادئاً (الآيات 3 و 4). اِتّفقَ الأعَداءُ على القَضاءِ على يَهُوذَا، ولكنَّ الرَّب أكدَ أن هَذا لنْ يَحدُثَ ابداً. بينما، بِسببِ تَحالفِ أفرايم مَع أعداءِ الله، - وهي واحدةٌ من أكبرِ قَبائلِ إسرائيل - لنْ تَكونَ شَعباً للرَّبِّ بَعد الآن، وهَذا مَا حَدثَ باِلفعل بَعد 65 عاماً مِن هَذا (الآية 8).

التَضامُن مَع الشَّيْطان لإيذاءِ أبناءِ الله، هُو شيءٌ خَطيرٌ جداً. لقدْ رأيتُ في خِدمتي أشياءً مُماثلةً لذلكَ تماماً. لأنَّ الرَّب يَقول " لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي وَلاَ تُؤْذُوا أَنْبِيَائِي (ا ملوك22:16)، ولا أحد يَرتفعُ ضِدّ المَسيحي إلا ويَسْقُط إلى الأسفلِ؛ ولِذلكَ نَثقُ، أنّهُ ليْسَ هُناكَ أدنى شَك بِأنَ الأشرار يُمكن أن يَغلبوا أولئكَ الذينَ يَخدمونَ الإلهَ الحَقيقِّي وحْدهُ.

فإذا كَان هُناكَ أيّ تَهديدٍ على حَياتِكَ أو لعَائِلتِكَ، اُثْبُت في كلمةِ الله وأكمل طَريقَك، لأنَّ الكِتاب المُقدَّسَ يَقول : يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ (مزمور 91: 7).

إنَّ الرَّبَّ في وسَطِ الضِيقاتِ، ووقتَ اِهتزازِ الوَرقةِ في هُبوبِ الرياحِ، لا شيءَ يُمكن أن يُعيقَ عَملهُ الصَّالح، يَقولُ إِشَعْيَاءَ لآحَازَ أنّ المَلكَ يَجبُ أن يَكونَ حَذِراً - وهَذا مِن وصَايا الله الأسَاسيةِ لأولئك الذينَ يُريدونَ التَغلُبَ على الإغراءاتِ: كُنْ حذراً ! إن كُنتَ تَعرفُ شَيئا مِن شَأنهِ أن يُسبّبُ لك الأذى، لِماذا تَحتفظُ بهِ وتُجرِّبْ الرَّبِّ؟ اُهرُب مِن فَخِّ الشَّيْطان!

يَنْبغي أن يَكونَ الحَاكِم هَادئاً، لأنَّ الذي يَتوتر لا يُؤمنُ بِقدرةِ الرَّبِّ الإلهيةِ، ولا يُمكنهُ الصَّلاةُ بإيمانٍ. فَلماذا تَشعُر بِالقلقِ إذا كُنت تَعرفُ أنهُ قَال: وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ (متى 28: 20)؟ اِهْدَأ، وأنظُر الخَلاص الذي سيُمنحهُ لكَ .

لا ينْبغي لقلبِ الحَاكمِ أن يَضْعُف، وهَذا مَا قالهُ النَّبِيِّ أيضاً. فَالشَّيْطانُ يَشعرُ بِالسّعادةِ عِندما يَحصُل ذَلِك، لأنّهُ بِدونِ شَجاعةٍ لا يُمكنُ لأحدٍ أن يَتصدى لأسَاليبهِ الشرِّيرةِ. ولِذلك، فإنّ مُقاومةَ الشَّرير وكُلَّ اتباعِهِ تَجعلهُ لا يَقوى على تَنفيذِ تَهديداتهِ.

يَا إخوتي، إن المُستشارَ الوَحيدَ الذي يَقفُ بِجانِبنا إلى الأبدِ هو الرَّبُ يَسوع (مزمور 11:33؛ أمثال 21:19). أنْتَ في يدِ الإله العَظيمةِ والمُقدّسةِ، ولنْ يَسمحَ للعَدُّوِ بأن يَلمسكَ، وأنْتَ لا تَسْمح لهُ بأن يُبعدكَ عنْ المَكانةِ المُتميزةِ الخَاصّة بِكَ في المَسِيح.

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز