فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ. وَانْظُرْ أَنَّ هذِهِ الأُمَّةَ شَعْبُكَ». (الخروج ٣٣: ١٣)

عندما يجد أحدهم نعمةً في عيني الله فسوف يقوده ويرشده إلى الطريق الذي يجب أن يسلك فيه، وعندها سيكون هذا الشخص متمتِّعاً برحمة الربِّ. فمن الحكمة جداً أن نكون بسلام مع الله ونعرف بأنَّنا لن نضّطر للرضوخ أو الاستسلام لقوى الشرِّ. فإنَّ جميع الذين يكتشفون القوَّة التي يمتلكونها في القدير سيجدون دائماً المنفذ من المشكلات والمصاعب.

أنْ تكون عالماً ومتأكداً بأنَّك وجدت نعمة في عيني الآب - وهو أمر يؤكِّده الكتاب المقدَّس – سيدفعك ذلك لمعرفة وفهم أنَّك في حالة لتلقّي من القدير ما تحتاجه للتمتُّع في البركات الإلهيَّة. لذا، كُن متاحاً لله حتى لو كان كل شيء يخبرك بأنَّك لن تنال الاستجابة، فسوف يسرُّ الله بمساعدتك لأنَّه يحبّك!

ينبغي عليك الصَّلاة للربِّ والطلب منه لجعلك تعرف وتفهم طرقه وهدفه لحياتك، وسيعطيك الإرشادات اللازمة للسلوك في البرِّ. لذلك، لا تقلق لأنَّ الربَّ سيقودك فقط في الطرق الآمنة. لكن كُن حذراً ويقظاً إنْ ظهر لك طريقاً معوجّاً وبدا كما لو كان من الله، وارفضه في الحال. إنَّ القول بأنَّ الله يعمل بشكل صحيح في الطرق الملتوية هو قول خاطئ، فهو يعمل بشكل صحيح في طرق مستقيمة.

إنَّ أعظم إنجاز في حياة الشخص هو معرفته للخالق، وعند حدوثه يصبح المرء ناجحاً وواثقاً وبلا خوفٍ. لذلك، فلن يؤثِّر به مهما قال إبليس، وسيصبح هذا الشخص أخيراً أعظم من منتصر (رومية ٣٧:٨). وسيجعلك العيش في هذه الحالة الروحيَّة ناجحاً في الحياة وأميناً في جميع الأحوال. يحبُّ الله رؤية أولاده بهذه الطريقة.

اختار الربُّ أفضل شخص للعيش معنا، أيْ روحه القدّوس. لذلك، لا تخف من تنفيذ المهام التي تصادفك في الطريق، لأنَّك لن تتعثَّر بمكايد إبليس طالما أنَّ الروح القدس موجود معك. يعلم القدير بكلِّ ما يخصُّك، وعلِم بكلِّ ما ستصبح عليه حتى قبل أن تُولد وتتشكّل (مزمور ١٦:١٣٩).

هناك قصد لله في كلِّ ما حدث وما يحدث لك، وهذا يساعدك على إيجاد نعمة في عينيه. كما أنَّك ستعلم بأنَّ هذه النِّعمة قد حدثت عندما أدركتَ بأنَّ الربَّ يسير معك ويتحدَّث إليك من خلال الكلمة ويحيدك عن الضَّلال، كما أنَّك ستنفصل عن الخطاة. فحتى قبل أن يحذِّرك أحدهم من شيء سيئ، ستكون قد فهمت مسبقاً بأنَّ ذلك الشرّ أو الشخص لم يعنِك.

أولئك الذين يجدون نعمة في عينيّْ الله يمضون للسير معه ولا يواجهون مشكلاتٍ غير قابلة للحلِّ. ستكون محميّاً مع الشعب المقدَّس من كلِّ قدرة للعدوِّ من المحتمل أن تطالك. وأمَّا الذين لا يعرفون الربَّ فيتعرَّضون دوماً لشكلٍ من أشكال الشرِّ.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز