رسالة اليوم

04/03/2017 - لا تَكْذب في أيّةِ حَالةٍ

-

-

"فَقَالُوا لَهُ: هَكَذَا يَقُولُ حَزَقِيَّا: هَذَا الْيَوْمُ يَوْمُ شِدَّةٍ وَتَأْدِيبٍ وَإِهَانَةٍ لأَنَّ الأَجِنَّةَ دَنَتْ إِلَى الْمَوْلِدِ وَلاَ قُوَّةَ عَلَى الْوِلاَدَةِ" (إشعياء 37: 3).

يَستخدمُ الكثيرُ من المَسيحيين الخِداعَ والكَذبَ، وخُصوصاً عِندما يُواجهونَ وضعاً صَعباً. وفي هَذه الحَالة بِالذّاتِ يَتوجهُون إلى خَادمِ الرَّبِّ، وبَدلاً من طَلبِ المَشورةِ يُخفونَ الحَقيقةَ، ويَكتُمون عَنهُ بَعضَ الأمُورِ. لكنّ الإنْجيلَ يُعلّمنا أنهُ لا يَجبُ أن نَكذب إطلاقاً على رجُل الله، وإيمانُنا يَجبُ أن يَكونَ ثَابتاً دَائماً، وأن لا نَقولَ إلاّ الحَقيقة. وأخيراً، يَجبُ أن نَكونَ نَحنُ ورجُل الله على وِفاق، أمَّا بالخِدَاع، فروحُ الرَّبِّ لا يَستطيعُ استخدامهُ كمَا يَجبُ.

يُعَلّم بَعضُ المُبشرين بالإنْجيل للأسف أنَّ خُدام الرَّبِّ يَجبُ عَليهم تَجاهُل تَهديدات إبْليس. فقد يتألّم بَعضُ الأشخاصِ من الوجعِ، لكنْ، لو سألتهم عن سَلامتهِم، يقولونَ أنهُم بصحةٍ جيّدةٍ. لأنّهم تَعلموا أنّهم لو تَحدّثوا عَما يَشعرون بهِ، يُعطونَ الغَلبةَ للعدُّو. وهذا غِيرُ صحيحٍ أبداً، فالذي يُقوّي الشَّيْطان هو الأخطاءُ المُتكرّرة والكَذبُ، أي باختصارٍ: الخَطيئةَ.

يَقولُ أحياناً بعضُ المَسيحيين لرجُل الله أنَّ كُلّ شيءٍ على مَا يُرام، بِينما في الحَقيقةِ هُم يَمرّونَ بظروفٍ صعبةٍ، وهَذا غِيرُ جَيدٍ لأنّ رَجُل اللهِ لنْ يَعرفَ مَا يجبُ عليهِ القيامُ بهِ. وإذا جَاء شَخصٌ مَا إليَّ و هو يُخفي أمراً، وكُنت قد سَألتهُ عنهُ، وقَال أنَّ كُلّ شيءٍ على مَا يُرام وهو يُريدُ الصَّلاة فَقط،. ولكنّي شَعرتُ بأن هُناكَ خطأٌ مَا، سوف أُمنع من قبل أخيه أو أخته لأصلّي بسلطانٍ من أجل خلاصه.

يَجبُ أن لا نَكذبَ على أحدٍ، وخُصوصاً على هَؤلاءِ الأشَخاصِ الثَلاثةِ: الرَّبُّ، الطَبيبُ والرَّاعي. وإن كُنت تُصلّي من أجلِ بَعضِ الأشياءِ وتُخفي عَنْ الرَّبّ أشياءً أُخرى، فَفي تِلك اللّحظةِ بِالذات سوفَ تَفْقدُ شَركتكَ مَعهُ، لأنَّ الله العَلّي، الكُلّي المَعرفةِ، يَعلمُ كُلّ شيءٍ ويَرى إن كَانَ قَلبُكَ غَيرُ صَادقٍ. فَهو يَقول: لا يَسِيرُ إثْنَانِ مَعاً إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا (عاموس 3: 3). وأنك عِندما تَكذبُ على الطَبيبِ، فَأنت بِذلك تَقودهُ إلى التَشخيصِ الخَاطئ ووصفِ الدّواءِ الغَيرِ المُناسبِ لكَ. والرّاعي كذلك بِدورهِ، لا يَعلمُ كَيفَ يَتصرّفُ - أو كيف يُصلّي - بِسببِ الكَذِبِ عَليهِ. لِذلك كُنْ أميناً دائماً؛ وأخيراً، قَول الحق لا يُبطل طِلْبَةُ الْبَارِّ، بل بالعكس، تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا (يعقوب 5: 16).

وليَتم العَملُ بِنجاحٍ، يَتطلّبُ من العَاملين فِيهِ أن يَتفقوا. لكنْ اِنتبه: لا يَتمُّ الاتفاقُ عِندمَا يُوجدُ خِداعٌ. إذاً، سَوف لنْ يَحصلَ الإنسانُ عَلى شيءٍ من الله بِالكذبِ عَليهِ. ولكنْ، لو قَال الحَقَّ، سينقذُ نَفسهُ.

كَان هَذا تَماماً مَا فَعلهُ حَزَقِيَّا: لمْ يَذهب إلى النَّبي إشعياءَ ليَطلبَ مُجرّدَ "صَلاةٍ بَسيطةٍ"، إنَما أرْسَل إليه لجَنةً على أعلى مُستوى - أَلِيَاقِيمَ الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ وَشَبْنَةَ الْكَاتِبَ وَشُيُوخَ الْكَهَنَةِ - لكي يُخبروهُ بِحقيقةِ التَّهديدِ الذي أصَاب بَنو يَهوذا. وعَادَ الرِجَالُ الثَلاثة بِالوعدِ، بِأن الله سَيمنحُ النَصرَ لأبنائهِ.

وإن كُنتَ تَتصرَّف بِنفسِ الطَريقةِ أيضاً، ولا تَقولُ إلا الحَقَّ في جِميعِ الأحَوالِ، فَستنْتصر. آمِن بِالرَّبِّ فقط، لأنّهُ يَفي بِوعودِهِ!

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز