قوة الإيمان

يجب على المولودين من جديد أن يفهموا أنّهم كانوا ملكًا للشَّيطان، وقد فعلَ بحياتهم كلَّ ما أراده (أفسس 5: 8). لكنّهم خُلقوا من جديد في الربّ ويجب أن يخدموه على هذا النّحو. أمّا الذين ظلوا متمرّدين، فلا شكّ أنّهم مسؤولون عن ذلك وعن الأضرار والخسارة التي لحقت بملكوت الله، وعن النفوس التي ضلّت والتي تماثلهم، التي لها الحقّ في الخلاصِ أيضًا.

تحدّثَ يسوع عن خادم لم يتاجر بالموهبة التي تلقّاها، فخبّأها في الأرض ولم يُطِع أوامر سيّده، فأرسله إلى الظلمة الخارجية (متى 25: 30). لاحظ أنه كان خادمًا، ومن خلال ما حدث له، نفهم أنَّ "الخدّام الذين لا يخدمون سيّدهم كما ينبغي". وُصفوا بأنّهم أشرارٌ ومهملون، ممّا جلبَ عليهم العقوبة الأبدية.

إذا كنتَ تفهم ما يريده الله، ولكنك لا تفعل إرادته، فأنت تضع نفسك في نفس مكان ذلك الخادم السَّيء. فبمجرَّد أن تتلقى مهمَّة، سواء للربّ أو لملكوته، اجتهد في تنفيذها بكلّ قوتك. لقد حذّرنا القديرُ ممّا سيحدث للذين يقرِّرون عصيانه. فعندما يأمرنا بفعل شيءٍ ما، فإنه يتوقع منّا أن نفعله بكلّ أمانةٍ. لذلك لا تتأخر ولا تكُن غير مسؤول عن تنفيذ وصيّة القدير.

استخدم الخيرَ الذي يمنحه الله لك لامتداد ملكوته. ولا يهم إن كنت قد حصلتَ على خمس مواهب، أو موهبتين، أو وزنة واحدة فقط. تحرَّك إلى العمل وكرِّس نفسك بالكامل لإنجاز المهمَّة بكلِّ ما ائتمنك الله عليه. ولا تخبئ أو تدّخر الموارد التي أعطيت لك، فلا شكّ أنك ستضطر إلى تفسير ذلك. سيأتي يومُ الدّينونة، وما هو عذرك حينئذٍ؟

كان الخادمُ المذكور متعجرفاً تجاه سيّده فضلاً عن كونه متمرّداً. وهذا يحدث مع العُصاة. فمن لا يقبل الأوامر التي يتلقاها من الربّ يترك الباب مفتوحاً ليدخل الشّيطان. وعندما يحدث هذا، يتّخذ الشَّيطان مكانه كسيّد لتلك الحياة ويملأها بأكاذيبه. فيرى الإنسانُ ما ليس صحيحًا. ولاحقاً في يوم الدينونة، سيُظهر ذلك الإنسان من خدم وأحبَّ حقًا.

إنّ من سماتِ الشّخص الذي لا شخصيّة له إلقاء اللّوم على الآخرين من أجل تبرير أعماله أو الاعتذار عنها. قليلون هم الذين يدركون خطأهم باستثناء الذين يخافون الله حقًا، لأنّهم لن يغيِّروا الحقيقة أبدًا حتى على حساب أنفسهم. إنَّ كلمة الذين يخدمون العليَّ ستجعل نعَمَهم نعَم، ولاهم لا دائمًا (متى 5: 37). لا يمكن للمسيحي أن يخضع للخطأ. كُنْ حذرًا ممّا سيحدث لك في يوم الدينونة.

يقدّمُ الأبرارُ أنفسَهم كلّما سنحتْ لهم الفرصة ويمارسون البرَّ مباشرة. وهذا يُثبت أنهم وُلدوا من الآب السَّماوي. ومع ذلك، فإنَّ الأشرار خبراء في تقديم الأعذار، مستخدمين الخداع والأوهام حتى لا يُقبض عليهم. إذا فعلت شيئًا خاطئًا، فإنَّ أفضل شيء هو قول الحقيقة؛ وإلّا فسوف تُدان بالتّأكيد ويُحكم عليك. آمين؟

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز