قوة الإيمان

يجب أن نعكسَ صورةَ يسوع أمام البشر؛ لذلك يجب أن نكون مستعدّين للإجابة عن أسئلة حكماء هذا العالم بفهمٍ وبساطة، كي يُذهلوا بما يفعله الله لنا وفينا. لا يُمكن أن نحبطَهم ولا نطفئ عطشَهم أو جوعهم إلى معرفة الحقّ. سيحصلون على إجاباتٍ كاملة في المَسيح الذي يعيش فينا والذي نخدمه. وهكذا سيكونون بلا عذر إذا لم يؤمنوا.

لقد فُتِنَتْ ملكة سبأ بشُهرة سليمان وذهبت إلى أورشليم لاختباره بألغازها. كانت امرأة غنيّة وحكيمة، رغبتْ في معرفة الحقّ، فغادرت بلدها وهذا الغرض في ذهنها. لقد رفعَ اللهُ الكثيرَ من الناس في جيلنا في أعمالٍ تجارية، وفي مختلف مجالات العلوم وغيرها من الأنشطة البشرية المتعطشة للحقيقة.

قادَ العليُّ هذه الملكة إلى ابن داود. فوصلت برفقةِ عددٍ كبير من الإبل المحمَّلة بالتوابل والذهب والأحجار الكريمة. لا شكَّ أنّ عدداً كبيراً من جيشِها كان برفقتِها. فإذا قادَك الله للقاءِ قائداً معروفاً، فماذا سيسمَع منك؟ هل يرضى هذا الشَّخص بسماع أشياء تافهة؟ جهِّز نفسك!

لقد حذّرنا يسوع: "لأنَّ من أعطي كثيراً يُطلب منه الكثير" (لوقا 12: 48ب). لم يمنحنا الفهمَ لعظمة قدرته كي نكون كُسالى ولا نعدّ أنفسنا لدراسة الكلمة والصَّلاة. ألم يقل بطرس هذا للذين أحاطوا به في أورشليم: لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ (أعمال 6: 2). يجب على الذين استناروا أن يفعلوا ما يُرضي الربّ.

تحدَّثت الملكة عن كلِّ ما كان في قلبها وذُهِلَت لأنَّ سُليمان كان متهيِّئاً ومستعدّاً للإجابة عليها. لا يكتفي القادة في أيّ مجال، والتابعين لأية ديانة بتفسيراتٍ غامضة. "يجب أن يُشبعوا شكوكهم واحتياجاتهم؛ وإذا آمنوا، سيأخذون العديدَ من الناس إلى الله معهم.

تمجّدَ الربُّ حقًا خلال تلك الزيارة! فذُهلتْ بينما كان يشرح كلّ سؤال من أسئلتها، دون أن يترك شيئًا مخفيًّا أمام بصرِها. لم يمنحنا الله الرُّوح القدس عبثًا، بل أعدَّنا لخدمتهِ بحكمةٍ وقوَّة. هل فهمنا سببَ وصولنا إلى ملكوته؟ لنقُم بمهمَّتنا بمسؤوليةٍ واستقامة.

فُتِنتْ الملكة عندما رأتْ حكمةَ ابن داود، والبيت الذي بناه، والطعام الذي يُقدم، والأماكن التي جلسَ عليها خدّامه، والطريقة التي تصرّفَ بها حاشيته، وكيفَ صعدَ إلى بيت الله. جهّز نفسك! لقد دُعيتَ لخدمة الكائن الحكيم القوي الكامل. إنّه يريد أن يستخدمك.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز