رسالة اليوم

03/03/2017 - مَاذا سَيجدُ يَسُوع فِيكَ؟

-

-

"وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً".

(يوحنا 2: 14)

 

مَاذا سَوفَ يَجدُ الرَّبَّ يَسوع فِيك إذا زَارك الآن؟ لعلّك في هَذهِ اللحظةِ، تُجهزُ نَفسك لِتُصلي وتَطلب وجهُ الرَّب إلهكَ، وتَعترفُ بِخطاياكَ، وتَندمُ عَليها، وفي شَراكةٍ مَع السَّماء. ولكِنْ، لو حَدثت وهذهِ الزِيارةُ كَانت في لحظةٍ لمْ تَتوقعَها، مَاذا سَوف يَجدُ يَسُوع في قَلبك؟ احذر! لأنكَ لا تَعْلم متي تَأتي سَاعتُك (متى 24: 42- 44).

مَاذا فَعلت في بِيتِ الرَّبِّ؟ الذي من المُفترضِ أنّهُ يُدعى بِيتُ صَلاةٍ. ولكنهُ، سَوف لنْ يَنال هَذا الاسم إلا إذا كَان أولئِك الذين يَذهبونَ إليهِ يُريدونَ الصَّلاة، ولطلبِ الحُضور الإلهي. ويَجبُ أن نَدعو ونَقودَ إلى الكَنيسةِ أولئك الذينَ يَعيشونَ في الخَطيةِ، وذَلك ليسْتمعوا لرسالةِ الإنْجيلِ ويُصلحوا طُرقهُم مع الرَّبِّ.

يَجبُ أن لا نَجِدَ في الهَيكلِ، إلا الأشَخاص الذينَ يَطلبونَ الآب، ولكِنْ لمْ يَكُنْ هذا ما رآهُ يَسُوع. فكثيرونَ حَوّلوا بَيتَ الرَّبِّ إلى مَغارةٍ للّصُوصِ. وهُناكَ الكثيرُ من النَاسِ تَركوا قُلوبهُم- التي هي هَيكلٌ للرُّوحِ القُدس- تَمتلئُ بالكَراهيةِ، والزِّنى وأشياءٌ أُخرى شِرِّيرة. وهَذا لا يَجبُ أن يَحدث. فَكيفَ حَالةُ قَلبِك؟ هل هو مَسكناً للرُّوحِ القُدس أو للرَغباتِ الشِرِّيرةِ؟

يَحتاجُ المَسيحيّونَ أن يَفهموا بِأنّهُم نَالوا الخَلاصَ ليخْدموا الرَّبَّ، وليْس ليْخدِموا بِهِ. ومَا يُهمُّ الرَّبَّ أكثر هو خَلاصُ البَعيدِين. ومن يُريدُ إرضاءَهُ حَقاً يَجبُ أن يُكرِّسَ حَياتهُ للحَديثِ عنْ المَحبةِ الإلهيةِ لأولئك المُقيّدينَ بالخطيئةِ. فاللهُ قدْ دَفعَ ثَمناً بَاهظاً، بِإرسالهِ ابنهِ الوحيد ليَموتَ على الصَّليب من أجلنَا ويُخلّصَنا: لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ (يوحنا 3: 16). والخَالقُ دَفعَ هَذا الثَّمنَ للجَميعِ، ليْستطيعوا سَماعَ الحَقيقةِ، بأنَ ابنهُ قدْ فَعل كُلّ شيءٍ كان ضَروري ليُعيدَ عِلاقةَ الإنْسان مَعهُ من جَديد.

 

يَقولُ الكَثيرُ من الاشَخاصِ أشياءً ليْست من الإنْجيل، ومَا نَراهُ في أمَاكنَ كَثيرة. وهُناك أُناسٌ يَتحدّثونَ عنْ مَحبةِ اللهِ ولكنْ الدَّافِع هو مَصالحَ شَخْصيةٌ. فِيجبُ عَلينَا أن نَفعل مَا فَعلهُ يَسوعَ. فقدْ تَركَ مَجدهُ وجاءَ إلى هَذا العَالم لكي يُنقذَ الذين ضَاعوا. ومِن إحدى وصَاياه، أن نُحِبَّ بَعْضُنا بَعْضاً (يوحنا 15: 12). لِذلك يَجبُ أن نَستثمر وقْتنا ومَواردُنا وإيمانُنا ليَصلَ الحقَّ إلى البَعيدينَ بِالكاملِ.

فَلا تَجعلّ أسَباباً أُخرى تَقُودُك للذَهابِ إلى بِيتِ الرَّبِّ. فالرَّبُّ ليْس ضِدَّ الذينَ يُنتجونَ، ويَبيعونَ ويَشْترون. ولكِنْ بِشرط أن لا يَفعلوا ذَلك في بِيْتِ الصَّلاة!

 

محبّتي لكم في المسيح

د.سوارز