رسالة اليوم

30/06/2025 - أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ

-

-

أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ، لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي (مزمور99:119)

إنَّ الشَّخص الذي لديه المعرفة الكاملة بأيِّ موضوع معيَّن هو معلّمٌ، لأنه يتمتّع بالقدرة على تعليم جيلٍ جديدٍ كي يحذو حذوه ويسيرُ بشكلٍ صحيح. أولئكَ الذين يعرفون الخير ولا ينقلونه للآخرين، لا يعرفون أنّ هذا هو الإجراءُ الطبيعي بين البشر. وهكذا نحن مدينون لكلِّ الذين عاشوا قبلنا ولكلِّ الذين سيعيشون بعدَنا. الله يتوقع منَّا هذا

يحتاجُ العالم إلى أشخاصٍ تعلَّموا أو أتقنوا موضوعًا أو حرفة أو قدرة محدَّدة بعد أن علَّمَهم العليُّ كلَّ ما يتعلّق بكلمته، وهم على استعدادٍ لتعليم الآخرين معرفتهم. في الحقيقة، أينَ كنّا في إيماننا بالمَسيح لو لم نجد أناسًا ناضجين في الإيمان ومحبّة الله، مستعدّين وقادرين على تعليمنا المبادئ الأساسية للإيمان السّليم؟ أولئك الذين تعلّموا الدّرس جيدًا وجدوا الطّريق.

لقد تعلّمنا من خلالِ كلمات سُليمان، أنَّ سادة الشّعب كانوا قادرين على "تثبيت" تعليم الحكمة، التي تعلّموها من الرَّاعي الوحيد. إنهم مثل عصيٍّ يستخدمها الله لإيقاظ الناس عندما يقعون في قبضةِ الشّيطان. والذين يخلصون هم شهود ليسوع إذ يمتلئون من الرُّوح القدس. أولئك الذين يرفضون الشَّهادة للحق أو تعليم الجُدد في الإيمان لا يتبعون المبادئ الصَّالحة.

من ناحية أخرى، يمنعنا يسوع أن ندعو أحداً بالسيّدِ أو المعلِّم لأنّ هذا من صلاحيّات الربّ نفسه. نحنُ مجرَّد وكلاء ينقلون ما تعلّموه. فلا ينبغي أن نعطي الإكرام والمَجد إلَّا لإلهنا صاحب كلّ علمٍ وأحسن تعليم. إنَّ الامتناع عن مشاركة الآخرين ما تمّ تعليمه لنا يُظهرنا كأفرادٍ أنانيين.

بالنِّسبة لأيِّ شخص آخر، وخاصَّة الذين آمنوا حديثًا، يجب أن نكون ذوي طبيعة حميدةٍ مستعدِّين لتعليمهم كيفيّة تحقيق الإرادة الإلهية، ولمقاومة كلِّ الضُّغوط والتلميحات الشَّيطانية. وهكذا عندما ينضجون في الإيمان، سيُصبحون أدواتٍ ووكلاء يضاعفون انتشار الإنجيل. اطلب نموَّك الرُّوحي، لنشر بشرى الملكوت السَّارة.

أولئك الذين يحملون المعرفة العظيمة يُمسَحون كمطوِّرين لشخصيّة المَسيحيين الجُدد. لذلك يجب أن يُدركوا أنه سيتم الحكمُ عليهم بقسوةٍ أكبر. إنَّ الامتياز الذي سيجلب لهم المكافأة الأبدية يجب أن يتم أداؤه بكلِّ احترام للعليّ، حتى يعلّموا بشكلٍ صحيحٍ بعيدٍ عن كلِّ تضليلٍ. ولكن إذا لم يسهَروا ويصلّوا فقد يستخدمهم الشَّيطانُ.

كان هناك كثيرون ممَّن تعلَّموا الترنيم للربّ في أيام داود، بين الذين يعبدون القدير ويسبحونه، واعتُبروا معلّمين حيثُ بلغ عددهم مئتين وثمانية وثمانين. كم سيكون رائعًا لو كان في كلِّ كنيسة كثيرون ممَّن يفعلون هذا. يكرزونَ بالكلمة والمواهب تحتَ مسحة الرّوح.

محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز

صلاة