-
-
فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ (متى12:7)
إنَّ اتباع يسوع هو أمرٌ أكثر جدّية ممّا يُمكن أن نتصوَّر، لذلك فإنّ الذين دُعوا ولم يستجيبوا أو لم يُظهروا أي استعدادٍ للخدمة، لن يكون لهم امتياز المشاركة في العمل الفدائي الذي قام به ابن الله وأوكل إلى الإنسان: نشرُ الإنجيل في كلِّ أنحاء العالم. يجب أن نرى في الآخرين ما نودُّ أن يرونه فينا، ما لم نكنْ ضالّين ولا نعرف الحاجة إلى أن نولدَ من جديدٍ.
عندما كان يسوع مستعدًّا لإطعام خمسة آلاف رجلٍ ما عدا النّساء والأطفالِ، أخذ خمسة أرغفة من الخبز وسمكتين كانت لصبيّ صغير وكسَّرهم. وهذا يدلُّ على أننا لا نستطيع مشاركة أيَّ شيء مع شخصٍ آخر قبل أن نبارك عملَنا. لو كان الخبزُ (الطعام الذي يمثل كلمة الله) بشراً، لصرَخوا من الألم عندما كسَّرت أيدي الربُّ الخبزَ. ماذا تقول؟
انظر ما الذي يجب أن يستخدمَه العليُّ في عملهِ ليُعطي الجميع خبز الحياة، يسوع. إذا سلكتَ في الجسَد، منتفخًا في الشّهوات، وتسيطر عليك الأباطيل، ولا تطلب سوى الملذات الدنيويّة، ولم تتُبْ أو تطلب توجيهات الله، فلن تدخل الباب الضيّق. وحينئذ لا ترى إلّا الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك الأبدي.
علينا أن نتذكَّر ضرورة نشرِ الإنجيل للضَّالين، والذين يعرفون القليل عن المَسيح، الأمرُ الذي يؤدي بهم إلى أهواء الجسَد والمشاعر السَّيئة. لو كنَّا في موقفٍ مماثل، لرغبنا أن يُفعل ذلك لنا. معركتنا حقيقية! علينا أن نحاربَ الرئاسات والسَّلاطين وقوَّات الظلمة في هذا الدَّهر وأجناد الشَّر الرُّوحية في السَّماويات. (أفسس 6: 12).
سوف يمنحنا الله القوّة لمساعدة الذين لا يعرفونه بعد، والذين بدأوا يزحفون في طريقِ إيمانهم. إنهم بحاجة إلى خدّامٍ حقيقيين ليعلِّموهم كيف يرضون الآب. ولكن للأسف البعض لا يخضعون للتعليم الصَّالح، مثل ديماس في أيام بولس، الذي أحبَّ العالمَ الحاضر وترك أهم رسالة في حياته. لا تقلّده، أليس كذلك؟
تسيطرُ على العالم قوى جهنميّة حاربتْ الكثيرين ليهجروا الطريق وللأسف انتصروا على الضُّعفاء والحمقى. يجب أن يكون الإنسانُ قويًا في الإيمان ليخبرَ الشَّيطان أنه لن ينحني أمام إغراءاته، أو يتأثر بخداعِه. انظر بثباتٍ إلى رئيسِ إيمانك ومكمّله. الكثيرُ في انتظارك. آمِنْ!
خلاصة تعليم النّاموس والأنبياء هي: افعل بالآخرين ما تريد أن يفعلوا بك. اسهَروا وصلّوا حتى لا تقعوا في التجارب. على سبيل المثال، أغرى الشَّيطانُ يهوذا بأن يبيع المَسيح مقابل 30 قطعة من الفضَّة. ولو تفاوضَ معهم لكان قد حصلَ على المزيد. ولكن ما فائدة ذلك إذا كان مستقبله هو بحيرة النّار؟ الرَّحمة
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز