رسالة اليوم

28/06/2025 - لِمَاذَا تُتْعِبُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟

-

-

وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءُوا مِنْ دَارِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: «ابْنَتُكَ مَاتَتْ. لِمَاذَا تُتْعِبُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟ (مرقس35:5)

لا يثقُ بعضُ النّاسِ الذين لا يؤمنون بالله القدير دائمًا في خدّام الربّ، على الرُّغم من ادعائهم أنّهم إنجيليّون، ويعتادون على الكذبِ، ويكونوا وقحين في كثيرٍ من الأحيان. عندما يطلبون من خادم الله أن يحلَّ مشكلةً ما، فإنَّهم لا يفعلون ذلك إلّا بعد أن يجرِّبوا كلَّ شيء آخر، وعندما يُسألون عن إيمانهم، فإنّهم يؤكِّدون ذلك. هل يمكن أن يكون هذا الموقفُ صحيحاً؟

وعدَ يسوعُ أن يذهبَ إلى بيتِ يايرس، رئيسُ المجمع، في إحدى المناسبات، كي يشفيَ ابنته. ولكن عندما تحدَّثَ السيّدُ إلى المرأة التي شُفيت من نزيفها، جاء بعضُ خدّام رَئِيسِ الْمَجْمَعِ ليقولوا لهُ: لا تتعبْ المعلّم. من هم هؤلاء الناس ليقولوا هذا ليايرسَ؟ حتى لو تمَّ إرسالهم لإيصال أخبارٍ سيّئة، لم يكن لديهم الحقّ في إخباره بما يجب عليه فعلهِ. بدتْ كلماتهم وكأنّها عدمُ احترامٍ ليسوع.

لم يعرف هؤلاء الرِّجال أنَّ لا أحد يُزعج الربَّ عندما يطلبُ مساعدته. ولأنهم لم يعرفوا كلمة الله أو شخصيّة المخلِّص، لم يظنّوا أنَّ يسوع سوف يعيدُ حياة الفتاة التي ماتتْ مسبقاً. ينبغي على الذين قبِلوا الكلمة ألَّا يقلقوا ممَّا قد يحدث أثناء الرِّحلة، لأنّ الكلمة ستحلُّ كلّ مشكلةٍ، والفادي قد ضَمِنَ كلَّ ما قاله، وبالتّالي ستكون النّتيجة جيّدة.

لقد تلقّى يايرس الكلمة من يسوع، لذلك لم يكن لديه عذرٌ كي يسمحَ للأخبار السَّيئة بأن تغزو قلبه. كان يُمكن أن يقود التقريرُ الذي نقله عبيدُه الفتاةَ إلى القبر، لولا تدخل الربّ. لقد وثقَ يايرس في كلام المخلِّص، فآمن أنه سيعيدُ ابنته إلى الحياة. ثِقْ دائمًا بما قاله الله لكَ، في كلِّ حالةٍ حسنةٍ أو سيِّئةٍ.

فقدتْ عائلة يايرس الأملَ عندما تأخَّر يسوع، وعندما فقدتْ الفتاة وعيَها، تلاشى رجاؤهم. من الحكمة والصَّالح أن نعلِّمَ عائلاتنا الإيمان الحقيقي بالآب، لأنه عندما تسوء الأمور، سيرون ويعرفون أنَّ التعاليم والمبادئ الرُّوحية نافعة جداً وستمنحهم الحلولَ لمشاكلهم. الكلّي القدرة أمينٌ! آمين.

عندما سمِعَ يايرس الأخبار السَّيئة، لابدَّ أنه شعرَ بالوهنِ في باطنهِ. لذلك قال يسوعُ له لا تخفْ، آمِن فقط (مرقس 5: 36). إذا تجاهلتَ ما قاله لك القديرُ من خلال الكتاب المقدَّس، فلن تحصلَ على شيءٍ منه؛ ولكن إذا كنت تؤمن بأمره فسيكون النَّصرُ لك. الربُّ لا يخسر معاركه أبدًا.

لِمَاذَا تُتْعِبُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟ ما دامتْ ابنة يايرس قد ماتتْ؟ بالنِّسبة ليسوع، لا يهمّ الحالة التي يكون فيها الشّخص. لأنَّ لديه القدرة على إقامة أيِّ إنسانٍ من الموت. لكن من الضَّروري أن نؤمنَ كي نرى مجدَ الله. هل تؤمن؟


محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز